نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 140
النار ، ومن العلماء من يتخذ العلم مروة وعقلا فذاك في الدرك السابع من النار 1 . فصل [ 2 ] [ في لزوم الاخلاص من الآثار وكلام الأنبياء ] وعن النبي صلى الله عليه وآله : أن موسى عليه السلام لقي الخضر 2 عليه السلام فقال : أوصيني . فقال : الخضر : يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع ، فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم ، واعلم أن قلبك وعاء ، فانظر ماذا تحشو به وعاءك ، واعرف الدنيا وانبذها وراءك ، فإنها ليست لك بدار ، ولا لك فيها محل قرار ، وإنها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا منها للمعاد . يا موسى ! وطن نفسك على الصبر تلق الحلم ، وأشعر قلبك التقوى تنل العلم ، ورض نفسك على الصبر تخلص من الاثم . يا موسى ! تفرغ للعلم إن كنت تريده ، فإنما العلم لمن تفرغ له ، ولا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا ، إن كثرة المنطق تشين العلماء ، وتبدئ مساوئ السخفاء ، ولكن عليك بذي اقتصاد ، فإن ذلك من التوفيق والسداد ، وأعرض عن الجهال ، واحلم عن السفهاء ، فإن ذلك فضل الحلماء وزين العلماء ، إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلما ، وجانبه حزما ، فإن ما بقي من جهله عليك وشتمه إياك أكثر . يا ابن عمران ! لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه ، ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه . يا ابن عمران ! من لا تنتهي عن الدنيا نهمته ، 3 ولا تنقضي فيها رغبته كيف يكون .
1 - " الخصال " ج 2 / 395 ، باب السبعة ، الحديث 33 من الباب و 840 من الكتاب ، " بحار الأنوار " ج 2 / 108 - 109 ، نقلا عن " الخصال " وورد في " تفسير الرازي " ج 2 / 183 ، ونسب إلى القيل . 2 - قال الكرماني في " شرح صحيح البخاري " ج 2 / 43 : " الخضر ، بفتح الخاء وكسر الضاد ، ويجوز إسكان الضاد مع كسر الخاء وفتحها كما جاء في نظائره ، وسبب التلقيب به ما جاء في . . . الخ " . 3 - " النهمة : بلوغ الهمة في الشئ " ( " لسان العرب " ج 12 / 593 ، " نهم " )
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 140