responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناقب آل أبي طالب نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 123


لذلك فأنزل الله المطر قوله : ( إذ يغشيكم النعاس ) فرأى النبي صلى الله عليه وآله في منامه قلة قريش قوله : ( إذ يريكهم الله في منامك قليلا ) ، فلما التقى الجمعان استحقر كل جيش صاحبه قوله ( إذا التقيتم ) ، وكان المسلمون يخافون فنزل : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة ) وقوله ( فلا تولوهم الادبار ) ، فزعم أبو جهل انهم جزر سيوفهم ، وكان النبي صلى الله عليه وآله يحزن وعلي ( ع ) يقول : لا يخلف الله الميعاد فنزل ( يمددكم ربكم ) وقوله ( إذ يوحي ربك ) فساعدهم إبليس على صورة سراقة فلما أدرك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل مع الملائكة نكص إبليس على عقبيه وقال : اني برئ منكم ، فكانت الملائكة يضربون فوق الأعناق وفوق البنيان بعدهم ، ورمى النبي بقبضة من الحصى في وجوههم وقال : شاهت الوجوه ، فأصاب عين كل واحد منهم فانهزموا فنزل ( لقد صدق الله وعده إذ تحسونهم ) ووجد ابن مسعود أبا جهل مصروعا من ضربة معاذ ابن عمرو بن عفرا فكان يجز رأسه وهو يقول : يا رويعي الغنم لقد ارتقيت مرتقى صعبا ، نزل النبي صلى الله عليه وآله على فدك يحاربهم ثم قال لهم : وما يأمنكم ان تكونوا آمنين في هذا الحصن وأمضي إلى حصونكم فأفتحها ، فقالوا : انها مقفلة وعليها ما يمنع عنها ومفاتيحها عندنا ، فقال صلى الله عليه وآله : ان مفاتيحها دفعت إلي ، ثم أخرجها وأراها القوم فاتهموا ديانهم [1] انه صبا إلى دين محمد ودفع المفاتيح إليه فحلف ان المفاتيح عنده وانها في سفط في صندوق في بيت مقفل عليه ، فلما فتش عنها ففقدت فقال الديان :
لقد أحرزتها وقرأت عليها من التوراة وخشيت من سحره وأعلم الآن انه ليس بساحر وان أمره لعظيم ، فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وقالوا : من أعطاكها ؟ قال :
أعطاني الذي أعطى موسى الألواح جبرئيل ، فتشهد الديان ، ثم فتحوا الباب وخرجوا إلى رسول الله وأسلم من أسلم منهم فأقرهم في بيوتهم وأخذ منهم أخماسهم ، فنزل :
( وآت ذا القربى حقه ) قال وما هو ؟ قال : اعط فاطمة فدكا وهي من ميراثها من أمها خديجة ومن أختها هند بنت أبي هالة ، فحمل إليها النبي صلى الله عليه وآله ما اخذ منه وأخبرها بالآية فقالت : لست احدث فيها حدثا وأنت حي أنت أولى بي من نفسي ومالي لك فقال : أكره أن يجعلوها عليك سبة [2] فيمنعوك إياها من بعدي ، فقالت : أنفذ فيها أمرك ، فجمع الناس إلى منزلها وأخبرهم ان هذا المال لفاطمة ففرقه فيهم وكان كل سنة كذلك وتأخذ منه قوتها فلما دنت وفاته دفعه إليها .



[1] الديان : القهار والقاضي والحاكم والسائس والحاسب والمجازي الذي لا يضيع عملا .
[2] السبة بالضم : العار .

نام کتاب : مناقب آل أبي طالب نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست