نام کتاب : مكارم الأخلاق نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 447
يا ابن مسعود : فمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه ، فإن النور إذا وقع في القلب انشرح وانفسح ، فقيل : يا رسول الله فهل لذلك من علامة ؟ فقال : نعم ، التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل نزوله فمن زهد في الدنيا قصر أمله فيها وتركها لأهلها . يا ابن مسعود : قول الله تعالى : " ليبلوكم أيكم أحسن عملا " يعني أيكم أزهد في الدنيا إنها دار الغرور ودار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له . إن أحمق الناس من طلب الدنيا ، قال الله تعالى : " إعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد " . وقال تعالى : " وآتيناه الحكم صبيا " يعني الزهد في الدنيا . وقال تعالى لموسى ( عليه السلام ) : " يا موسى لن يتزين المتزينون بزينة أزين في عيني من الزهد . يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل : " مرحبا بشعار الصالحين . وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل : ذنب عجلت عقوبته " . يا ابن مسعود : انظر قول الله تعالى : " ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ، ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون ، وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين " . وقوله : " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ، ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا " . يا ابن مسعود : من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات . ومن خاف النار ترك الشهوات . ومن ترقب الموت أعرض عن اللذات . ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات . يا ابن مسعود : إقرأ قول الله تعالى : " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة " الآية . يا ابن مسعود : إن الله اصطفى موسى بالكلام والمناجاة حتى كان يرى خضرة البقل في بطنه من هزاله وما سأل موسى ( عليه السلام ) حين تولى إلى الظل إلا طعاما يأكله من الجوع . يا ابن مسعود : إن شئت نبأتك بأمر نوح [ نبي الله ] ( عليه السلام ) إنه عاش ألف سنة
نام کتاب : مكارم الأخلاق نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 447