نام کتاب : مكارم الأخلاق نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 316
بكائك ، فكانت تخرج إلى المقابر مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف . وأما علي بن الحسين فبكى على الحسين ( عليه السلام ) عشرين سنة أو أربعين وما وضع طعام بين يديه إلا بكى حتى قال مولى له : جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين ، قال : " إنما أشكو بثي [1] وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون " ، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة . قال موسى ( عليه السلام ) : يا إلهي ما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك ؟ قال : يا موسى أقي وجهه من حر النار وأؤمنه من الفزع الأكبر . وقال الصادق ( عليه السلام ) : لما حضرت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام الوفاة بكى ، فقيل : يا ابن رسول الله تبكي ومكانك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي أنت به وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيك ما قال ، وقد حججت عشرين حجة ماشيا وقد قاسمت ربك ما لك ثلاث مرات حتى النعل والنعل ، فقال ( عليه السلام ) : إنما أبكي لخصلتين : لهول المطلع وفراق الأحبة . قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من بكى على ذنبه حتى تسيل دموعه على لحيته حرم الله ديباجة وجهه على النار . وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من خرج من عينيه مثل الذباب من الدمع من خشية الله آمنه الله به يوم الفزع الأكبر . من كتاب زهد الصادق ( عليه السلام ) قال : أوحى الله إلى موسى ( عليه السلام ) : إن عبادي لم يتقربوا إلي بشئ أحب إلي من ثلاث خصال ، قال موسى ( عليه السلام ) : وما هي ؟ قال : يا موسى ، الزهد في الدنيا والورع عن المعاصي والبكاء من خشيتي ، فقال موسى ( عليه السلام ) : يا رب فما لمن صنع ذلك ؟ فأوحى الله إليه : يا موسى أما الزاهدون فأحكمهم في الجنة ، وأما البكاؤون من خشيتي ففي الرفيق الاعلى ، وأما الورعون عن المعاصي فإني أناقش الناس ولا أناقشهم . عنه ( عليه السلام ) قال : بكى يحيى بن زكريا عليهما السلام حتى ذهب لحم خديه من
[1] البث : أشد الحزن الذي لا يصبر عليه صاحبه حتى يبثه .
نام کتاب : مكارم الأخلاق نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 316