responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مكاتيب الرسول نویسنده : الأحمدي الميانجي    جلد : 1  صفحه : 83


" أنظر إلى هذا الدعاء والكتاب الذي انطبق على لغتهم ، وقد كان من خصائصه صلوات الله وسلامه عليه أن يكلم كل ذي لغة بلغته على اختلاف لغة العرب ، وتركيب ألفاظها ، وأساليب كلمها ، فلما كان كلام من تقدم ، على هذا الحد ، وبلاغتهم على هذا النمط ، وأكثر استعمالهم لهذه الألفاظ ، استعملها معهم ، فاستعمالها مع من هي لغته لا يخل بالفصاحة ، بل هو من أعلى طبقاتها وإن كان فيها ما هو غريب وحشي بالنسبة لغيرهم ، حتى أن كلام البادية فصيح بالنسبة لهم ، وكان أحدهم لا يتجاوز لغته ، وإن سمع لغة غيره فكالعجمية يسمعها العربي ، وما ذلك منه إلا بقوة إلهية ، وموهبة ربانية ، لأنه بعث إلى الكافة طرا ، وإلى الناس سودا وحمرا ، فعلمه الله جميع اللغات ، قال تعالى : * ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) * فلما بعثه الله للجميع علمه الجميع ليحدث الناس بما يعلمون ، فكان ذلك من معجزاته ، وقد خاطب بعض الحبشة بكلامهم ، وبعض الفرس بكلامهم [1] .
وقال له ( صلى الله عليه وآله ) بعض أصحابه يوما : يا رسول الله ، ما أفصحك ! وما رأينا الذي هو أفصح منك ، فقال : وما يمنعني من ذلك وبلساني نزل القرآن بلسان عربي مبين .
وفي رواية : وما يمنعني وأنا أفصح العرب ، وأنزل الله القرآن بلغتي [2] .
هذا كله في كلامه مع المخاطبين على اختلاف لغاتهم ، وأما كلامه المعتاد ، وجوامع كلمه ، فقد ألفت فيه الدواوين ، وجمع فيها الكتب ، راجع مروج الذهب والبحار ، وغيرهما من كتب التاريخ والحديث .



[1] زيني دحلان في السيرة هامش الحلبية 3 : 88 وقد فصل القاضي عياض الكلام في المقام في الشفاء والقاري في شرحه على الشفاء 1 : 175 - 199 .
[2] البحار 6 : 230 عن الاختصاص وعن معاني الأخبار : " وما يمنعني من ذلك وبلساني نزل القرآن بلسان عربي مبين " ونقله القاضي في الشفاء وشرحه الملا علي القاري 1 : 195 ، وفي سيرة زيني دحلان 3 : 238 عن ابن عساكر وأبي نعيم : أن عمر بن الخطاب قال : يا رسول الله ما لك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا ؟ فقال : كانت لغة إسماعيل قد درست فجاءني بها جبرائيل فحفظتها .

نام کتاب : مكاتيب الرسول نویسنده : الأحمدي الميانجي    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست