responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مكاتيب الرسول نویسنده : الأحمدي الميانجي    جلد : 1  صفحه : 490


العرب المخاطبين بالآيات يومئذ ، فالتأريخ لا يرتاب أن العرب العرباء بلغت من البلاغة في الكلام مبلغا لم يذكره التأريخ لواحدة من الأمم المتقدمة والمتأخرة عنهم ، ووطأوا موطئا لم تطأه أقدام غيرهم في كمال البيان وجزالة النظم ووفاء اللفظ ورعاية المقام وسهولة المنطق ، وقد تحداهم القرآن بكل تحد ممكن مما يثير الحمية ، ويوقد نار الأنفة والعصبية ، وحالهم في الغرور ببضاعتهم والاستكبار عن الخضوع للغير في صناعتهم مما لا يرتاب فيه ، وقد طالت مدة التحدي ، وتمادى زمان الاستنهاض ، فلم يجيبوه إلا بالتجافي ، ولم يزدهم إلا العجز ، ولم يكن منهم إلا الاستخفاء والفرار كما قاله تعالى : * ( ألا إنهم يثنون صدروهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون ) * [1] وقد مضى من القرون والأحقاب ما يبلغ أربعة عشر قرنا ، ولم يأت بما يناظره آت ، ولم يعارضه أحد بشئ إلا أخزى نفسه وافتضح في أمره " [2] .
وبالجملة : " اشتماله على النظم الغريب ، والوزن العجيب ، والأسلوب المخالف لما استنبطه البلغاء من كلام العرب في مطالعه وفواصله ومقاطعه " من الإعجاز في الأسلوب والنظم و " بلاغته التي تقاصرت عنها بلاغة سائر البلغاء قبله وفي عصر تنزيله وفيما بعده ولم يختلف أحد من أهل البيان في هذا " [3] من الإعجاز في بلاغته " وإنما أورد بعض المخالفين بعض الشبه على كون بلاغة كل سورة من قصار سوره بلغت حد الإعجاز فيه ، والقائلون به لا يحصرون إعجاز كل سورة فيه . . . ومن



[1] هود : 5 .
[2] راجع الميزان 1 : 66 و 67 لا نقول إن الإعجاز منحصر في البلاغة بل نقول : إن من وجوه الإعجاز البلاغة والفصاحة وإن شئت بحثا شافيا في هذا المضمار فعليك بتفسير الميزان 1 : 66 وما بعدها والمنار 1 : 198 وما بعدها فإنهما حققا ودققا وتكلما بما فيه للمنصف كفاية ، وراجع الكشاف 1 : 96 والصحيح من السيرة 1 : 198 وآلاء الرحمن في مقدمة تفسير شبر ومجمع البيان في الفن الخامس من المقدمة ، وتفسير الرازي 1 : 117 وتفسير أبي الفتوح 1 : 65 و 66 .
[3] المنار 1 : 199 .

نام کتاب : مكاتيب الرسول نویسنده : الأحمدي الميانجي    جلد : 1  صفحه : 490
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست