المهدي ، من ولدي يقوم . " . * : منتخب الأثر : ص 155 ف 2 ب 1 ح 44 عن ينابيع المودة . * * تنبيه : " تواترت الأحاديث الشريفة من طرق الفريقين بأن اسم المهدي عليه السلام هو اسم النبي صلى الله عليه وآله ، وتقدم في الحديث 63 و 78 عبارة " اسمه اسمي " وفي ح 67 " اسمه كاسمي وكنيته ككنيتي " وفي ح 71 و 73 و 90 و 93 " يواطئ اسمه اسمي " والظاهر أنه لا إشكال بين العلماء والمحدثين في اسمه وكنيته عليه السلام ، وإنما الاشكال في بعض الأحاديث التي وردت حول اسم أبيه ، أو بالأحرى حول زيادة وردت في بعض الأحاديث تقوم " اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي " وعمدتها هذا الحديث ، وتأتي بقيتها بعده . والملاحظة أن عددا من علمائنا الشيعة أورده أيضا كما رأيت ، كالشيخ أبي جعفر الطوسي والسيد رضي الدين بن طاووس وغيرهم ، مع أنهم نصوا على أن المهدي عليه السلام هو الإمام الثاني عشر واسمه محمد واسم أبيه الحسن ، بل ذلك من ضرورات مذهبنا ، ولكنهم أوردوا هذا الحديث المخالف لمذهبهم لأمانتهم في النقل عن الرواة والمصادر . وقد تعرض عدد من علماء الحديث من الفريقين لنقد هذه الزيادة " واسم أبيه اسم أبي " ولعل أقوى نقد من علماء السنة ما قاله الشافعي صاحب كتاب البيان ، وقد تقدم بعضه في مصادر الحديث 71 وخلاصته : أن الإمام أحمد ، والترمذي وغيرهما من الحفاظ رووه إلى قوله " اسمه اسمي " بدون هذه الزيادة ، وأن الحافظ أبا نعيم الأصفهاني أورد له أكثر من ثلاثين طريقا لم ترد هذه الزيادة في واحد منها . فيتعين أن تكون من فعل " زائدة " الذي ضعفه أهل الجرح والتعديل وشهدوا أنه كان يزيد في الحديث . قال الشافعي ما نصه " وفي معظم روايات الحفاظ والثقات من نقلة الاخبار اسمه اسم أبي فقط ، والذي رواه اسم أبيه اسم أبي فهو زائدة ، وهو يزيد في الحديث . والقول الفصل في ذلك أن الإمام أحمد مع ضبطه وإتقانه روى هذا الحديث في مسنده في عدة مواضع : واسمه اسمي " . وقد اتجه بعض العلماء إلى تأويل هذه الزيادة ، كالشبلنجي والأربلي والهروي والنوري والمجلسي وغيرهم ، وأحسن ما قيل في ذلك أنه ربما كان أصلها " واسم أبيه اسم نبي " كما في رواية ابن حماد ، أو اسم ابني أي الحسن ، ثم صحفت كلمة نبي أو ابني بكلمة أبي ، وهو كثير في النسخ المخطوطة المستنسخة عبر مئات السنين . ولكن بعضهم كالشافعي يرى أن ذلك تكلف لا لزوم له في تأويل هذا الحديث ، وهو الرأي القوي . ومما يقوي القول بوضع هذه الزيادة أن المهدية ادعيت في مطلع القرن الثاني لاثنين اسم كل منهما محمد واسم أبيه عبد الله ، وهما محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى ، ومحمد بن عبد الله المنصور المعروف بالمهدي العباسي ، وقد حرص أنصار كل منهما على أن يطبقوا أحاديث المهدي الموعود على صاحبهم ، ولكن مغامرة ادعاء المهدية سرعان ما تنكشف عندما لا يستطيع مدعيها أو المدعاة له أن يعمم الاسلام على العالم ويملا الأرض عدلا ، أو يعطي المال حثيا بغير عد . إلى