مروان ومروان في صلبه ، فمروان فضض من لعنة الله عز وجل [1] وأخرج البخاري الحديث في صحيحه وقال : " كان مروان على الحجاز ، استعمله معاوية ، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا فقال خذوه فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه ، فقال مروان ان هذا الذي أنزل الله فيه ، والذي قال لوالديه أف لكم أتعدانني ؟ فقالت عائشة من وراء الحجاب ما أنزل الله فيه شيئا من القرآن الا ان الله أنزل عذري " [2] . هكذا حذف البخاري قول عبد الرحمن " تريدون أن تجعلوها هرقلية . . . " وأبدله بقوله : " قال شيئا " وحذف رواية أم المؤمنين عائشة في حق مروان . بينا أوردها ابن حجر في شرحه لصحيح البخاري المسمى بفتح الباري مفصلا ، وفي لفظ بعضها : ولكن رسول الله ( ص ) لعن أبا مروان ومروان في صلبه [3] . وإنما فعل الشيخ البخاري ذلك لان معاوية ويزيد هما من خلفاء المسلمين ، ولا يرى البخاري أن يسمع العامة قول عبد الرحمن في حقهما ، أنهما جعلا الخلافة هرقلية كلما مات هرقل قام هرقل مقامه ، وحذف رواية أم المؤمنين عائشة في مروان . - أيضا - لان مروان أصبح خليفة للمسلمين ولا ينبغي ذكر ما يشينه ، وهكذا فعل الشيخ البخاري في صحيحه فإنه حذف أي شئ يشين الخلفاء والحكام في كل حديث ورد من ذلك شئ ومن ثم اعتبرت مدرسة الخلفاء كتابه أصح الكتب بعد كتاب الله ، وعد هو امام أهل الحديث لديهم . لما لم يستطع مروان من أخذ البيعة في الحجاز ليزيد قدم معاوية الحجاز حاجا و دخل المدينة وكان من خبره ما رواه ابن عبد البر ، حيث قال : " قعد معاوية على المنبر يدعو إلى بيعة يزيد ، فكلمه الحسين بن علي ، وابن الزبير ، و عبد الرحمن بن أبي بكر ، فكان كلام ابن أبي بكر ، : أهرقلية ! ؟ إذا
[1] تاريخ ابن الأثير ( ج 3 / 199 ) في ذكره حوادث سنة 56 ه . والفضض : القطعة من الشئ . [2] صحيح البخاري ( ج 3 / 126 ) باب ، والذي قال لوالديه من تفسير سورة الأحقاف . [3] فتح الباري ( ج 10 / 197 - 198 ) وأخرج القصة بتفصيلها أبو الفرج في الأغاني ( ج 16 / 90 - 91 ) وراجع ترجمة الحكم بن أبي العاص من الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة ومستدرك الحاكم ( ج 4 / 481 ) وتاريخ ابن كثير ( ج 8 / 89 ) والإجابة في ما استدركته عائشة على الصحابة ، وترجمت عبد الرحمن بن أبي بكر في تاريخ دمشق لابن عساكر .