responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : السيد مرتضى العسكري    جلد : 1  صفحه : 162


وعرض عليهم نفسه ، فقال له رجل منهم يقال له بيحرة بن فراس [1] : والله لو اني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب ثم قال له : أرأيت ان نحن تابعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك ، أيكون لنا الامر من بعدك ؟ قال : " الامر إلى الله يضعه حيث يشاء " قال : فقال له : أفنهدف نحورنا [2] للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الامر لغيرنا ؟ ! ! لا حاجة لنا بأمرك [3] .
ان هذا العربي كان يفهم ( أمر رسول الله ) على أنه سيادة وحكم على العرب ، فأراد أن يعقد مع الرسول حلفا يكون لقبيلته الحكم والسيادة على العرب من بعد الرسول ، لكن الرسول امتنع من اجابته رغم حاجته الشديدة يومذاك إلى المؤازرين ، لان الامر ليس إليه وإنما الامر إلى الله يضعه حيث يشاء .
وكذلك كان شأن هوذة بن علي الحنفي في طلبه من الرسول حين دعاه الرسول إلى الاسلام كما في طبقات ابن سعد ، ما ملخصه :
كتب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى هوذة بن علي الحنفي يدعوه إلى الاسلام ، فكتب في جواب النبي صلى الله عليه وآله " ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله ، وأنا شاعر قومي وخطيبهم والعرب تهاب مكاني ، فاجعل لي بعض الامر أتبعك ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : " لو سألني سيابة من الأرض ما فعلت " [4] .
نرى أن الرسول صلى الله عليه وآله قصد من " سيابة " : الأرض المهملة . اذن فقد طلب هوذة من الرسول أن يجعل له بعض الامر : امارة ما على أرض أو قبيلة وما شابههما فأجابه الرسول أنه لا يؤمره ولا على سيابة من الأرض ، وهذا القول من الرسول نظير قول أهل الكوفة أو البصرة عندما وظف واليهم على كل واحد منهم نقل كمية من



[1] قال ابن هشام : فراس : ابن عبد الله بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة . سيرة ابن هشام 2 / 33 .
[2] " أفنهدف نحورنا " معناه نصيرها هدفا ، والهدف : الغرض الذي يرمى بالسهام إليه .
[3] سيرة ابن هشام ج 2 ص 31 - 34 ، والطبري .
[4] طبقات ابن سعد ، ط . أوربا ج 1 / ق 1 / 18 . وقالوا في السيابة : واحدة السياب : البسر الأخضر ، وعلى هذا لم يكن من المناسب أن يقول ولا سيابة أي لا بسر من الأرض بل كان المناسب أن يقول ولا بسر من التمر . ونرى أن السيابة مشتقة من السيب وهو كل سيب وخلي ومنه السائبة : أي الدابة المهملة ، ويكون المعنى : الأرض الخالية والمتروكة .

نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : السيد مرتضى العسكري    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست