عليهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا جهلهم الانسان كان بغيرهم أشد جهلا وأعظم إنكارا ، فينبغي أن يعرفوا بأنسابهم وأحوالهم . . . والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلا في الجرح والتعديل فإنهم كلهم عدول لا يتطرق إليهم الجرح . . . " . وقال الحافظ ابن حجر في الفصل الثالث : في بيان حال الصحابة من العدالة من مقدمة الإصابة [1] : " اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة . . . " وروى عن أبي زرعة أنه قال : " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول حق ، والقرآن حق ، وما جاء به حق ، وإنما أدى ذلك إلينا كله الصحابة ، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة " [2] . كان هذا رأي مدرسة الخلفاء في عدالة الصحابة ، وفي ما يلي رأي مدرسة أهل البيت في ذلك : رأي مدرسة أهل البيت في عدالة الصحابة ترى مدرسة أهل البيت تبعا للقرآن الكريم : أن في الصحابة مؤمنين أثنى عليهم الله في القرآن الكريم وقال في بيعة الشجرة مثلا : " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا " الفتح / 18 . فقد خص الله الثناء بالمؤمنين ممن حضروا بيعة الشجرة ولم يشمل المنافقين الذين
[1] الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني الشافعي المعروف بابن حجر ( 773 - 852 ه ) وقد رجعنا إلى ط المكتبة التجارية سنة 1358 ه بمصر ج 1 / 17 - 22 . [2] الإصابة ج 1 / 18 وأبو زرعة هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد قال ابن حجر في تقريب التهذيب ج 2 / 536 الترجمة 1479 : امام حافظ ثقة مشهور من الطبقة الحادية عشرة من الرواة مات سنة أربع وستين ومأتين وروى عنه من أصحاب الصحاح مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة أقول : لست أدري ماذا يقول الإمام أبو زرعة في حق المنافقين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله .