حضروها مثل عبد الله بن أبي وأوس بن خولي [1] . وكذلك تبعا للقرآن ترى فيهم منافقين ذمهم الله في آيات كثيرة مثل قوله تعالى " وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم " التوبة / 101 . وفيهم من أخبر الله عنهم بالإفك ، أي من رموا فراش رسول الله صلى الله عليه وآله بالإفك [2] - نعوذ بالله من هذا القول - وفيهم من أخبر الله عنهم بقوله " وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما " - الجمعة / 11 - وكان ذلك عندما كان رسول الله قائما في مسجده يخطب خطبة الجمعة . وفيهم من قصد اغتيال رسول الله في عقبة هرشى عند رجوعه من غزوة تبوك أو من حجة الوداع [4] . وان التشرف بصحبة النبي صلى الله عليه وآله ليس أكثر امتيازا من التشرف بالزواج بالنبي صلى الله عليه وآله ، فان مصاحبتهن له كانت من أعلى درجات الصحبة ، وقد قال الله تعالى في شأنهن : " يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ، ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين واعتدنا لها رزقا كريما يا نساء النبي لستن كأحد من النساء . . . " الأحزاب / 30 - 32 . وقال في اثنتين منهما : " ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير " إلى قوله تعالى " ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلن يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين ، وضرب
[1] راجع خبر بيعة الشجرة = بيعة الرضوان في مغازي الواقدي وخطط المقريزي . [2] إشارة إلى قصة الإفك التي نزلت في شأنها الآيات ( 11 - 17 ) من سورة النور في براءة أم المؤمنين عائشة عما رميت به كما روتها هي ، أو في براءة مارية عما رميت به على قول غيرها كما في ج 2 من أحاديث أم المؤمنين عائشة . ( 3 ) مسند أحمد 5 / 390 و 453 وراجع صحيح مسلم 8 / 122 - 123 باب صفات المنافقين ومجمع الزوائد ج 1 / 110 و ج 6 / 195 ومغازي الواقدي ج 3 / 1042 وإمتاع الأسماع للمقريزي ص 477 وفي تفسير " هموا بما لم ينالوا به " الآية 74 من سورة التوبة بتفسير الدر المنثور للسيوطي ج 3 / 258 - 259 . [4] ورد في أحاديث الشيعة ان ذلك كان عند مرجعه من حجة الوداع وبمناسبة واقعة غدير خم بأرض الجحفة ، راجع البحار ، ط المكتبة الاسلامية بطهران سنة 1392 ج 28 / 97 .