الوصية في شعر المأمون قد دفعت سياسة التقرب إلى العلويين الخليفة العباسي المأمون ، أن ينتخب الامام عليا الرضا وليا للعهد ويذكر الوصية في شعره فقد قال : ألام على حبي الوصي أبا الحسن * وذلك من أعاجيب الزمن [1] وقال المأمون أيضا : ومن غاو يغص علي غيضا * إذا أدنيت أولاد الوصي [2] وروى المبرد في الكامل وقال : قال الكميت : والوصي الذي أمال التجوبي * به عرش أمة لا انهدام . . . * . . . قال المبرد " قوله الوصي ، فهذا شئ كانوا يقولونه ويكثرون " [3] إذا فالإمام علي كان مشهورا بأنه وصي الرسول ( ص ) حتى أصبح الوصي لقبا له كما كان مشهورا بكنيته أبي تراب . واستشهد المبرد على قوله بأن الامام عليا كان مشهورا بلقب الوصي بما ورد في شعر أبي الأسود الدؤلي قوله " الوصي " مع اسم حمزة والعباس ، بلا تعريف لأحدهم حيث قال : أحب محمدا حبا شديدا * وعباسا وحمزة والوصيا [4] وقول الحميري :
[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ( ج 2 / 22 ) . [2] المحاسن والمساوئ للبيهقي ، 1 / 105 . [3] التجوبي ، كذا ورد في الأصل . الكامل للمبرد ، ط ، مكتبة المعارف ، بيروت ، ( ج 2 / 151 ) . والمبرد هو ، أبو العباس ، محمد بن يزيد الأزدي الثمالي البصري ، قال الخطيب البغدادي بترجمته : شيخ أهل النحو وحافظ علوم العربية ، من تأليفه : " الكامل في اللغة " توفي ببغداد سنة : 285 ه ، ترجمته بتاريخ بغداد ( ج 3 / 380 ) ، وكشف الظنون ، مادة ، الكامل . والكميت : أبو المستهل ابن زيد الأسدي ، من أهل الكوفة ، كان عالما بآداب العرب ولغاتها وأخبارها وأنسابها ، ثقة في علمه . ترجم شعره الهاشميات إلى الألمانية ، ( ت : 126 ه ) . الأعلام للزركلي 6 / 92 . [4] الكامل للمبرد ( ج 2 / 152 ) . وأورده أبو الفرج بترجمة الحميري في الأغاني ، ط ، ساسي ، 7 / 10 . وأبو الأسود ، ظالم بن عمرو الدؤلي ، من الفقهاء والأعيان والشعراء ، واضع علم النحو ، رسم له علي بن أبي طالب شيئا من أصول النحو فكتب فيه أبو الأسود ، وأخذ عنه جماعة ، وهو أول من نقط المصحف ، شهد مع علي ( ع ) صفين ، توفي بالبصرة سنة : 69 ه الأعلام للزركلي 3 / 34 .