حسن الخير يا شبيه أبيه * قمت فينا مقام خير خطيب . . . * . . . لست كابن الزبير لجلج في القول * وطأطأ عنان فسل مريب وأبى الله ان يقوم بما قام * به ابن الوصي وابن النجيب إن شخصا بين النبي - لك * الخير - وبين الوصي غير مشوب وقال ابن أبي الحديد بعد ايراد الأبيات التي أوردنا مختصرا منها : ذكره هذه الاشعار والأراجيز بأجمعها أبو مخنف لوط بن يحيى في كتاب وقعة الجمل ، وأبو مخنف من المحدثين وممن يرى صحة الإمامة بالاختيار وليس من الشيعة ولا معدودا من رجالها ، ومما رويناه من أشعار صفين التي تتضمن تسميته عليه السلام بالوصي ما ذكره نصر بن مزاحم بن يسار المنقري في كتاب صفين وهو من رجال الحديث . الوصية في الاشعار التي قيلت بصفين لما كتب الإمام علي إلى جرير بن عبد الله البجلي والأشعث بن قيس الكندي وكانا من ولاة عثمان في البلاد الإيرانية فأجاب جرير بشعر جاء فيه : أتانا كتاب علي فلم * نرد الكتاب بأرض العجم . . . * . . . عليا عنيت وصي النبي * نجالد عنه غواة الأمم [1] ومما قيل على لسان الأشعث في جواب كتاب الامام [2] أتانا الرسول رسول علي * فسر بمقدمه المسلمونا
[1] صفين ص : 15 - 18 . [2] كان الامراء إذا لم يكونوا ممن ينظم الشعر يطلبون ممن معهم في موارد خاصة ان ينظموا في الجواب عنهم وكان هذا المقام من الأشعث من تلك الموارد . وجرير بن عبد الله البجلي أسلم قبل وفاة النبي ( ص ) بأربعين يوما ، شهد حرب القادسية أرسله رسول الله ( ص ) لتهديم صنم لخثعم في ذي الخلصة فذهب إليها وأحرقها توفي سنة إحدى أو أربع وخمسين هجرية ، ترجمته في : الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة . والأشعث بن قيس الكندي أسلم مع وفد قومه إلى رسول الله ( ص ) في السنة العاشرة ولم يدفع الصدقة لجباة الخليفة أبي بكر فقاتلوه وأسروه فأطلقه الخليفة وزوجه أخته أم فروة ، وشهد بعض فتوح الشام والعراق ، واستعمله عثمان على اذربيجان ، وشهد صفين مع علي وكان ممن الزم علينا بالتحكيم وشهد الحكمين بدومة الجندل ، وتوفي بالكوفة بعد مقتل الإمام علي بأربعين ليلة . ترجمته في : الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة .