نام کتاب : مشكاة الأنوار في غرر الأخبار نویسنده : علي الطبرسي جلد : 1 صفحه : 466
ثم الحسد وهو معصية ابن آدم حين حسد أخاه فقتله فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرئاسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو وحب الثروة ، فصرن سبع خصال ، فاجتمعن كلهن في حب الدنيا ، فقالت الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك : حب الدنيا رأس كل خطيئة ، والدنيا دنيان : دنيا بلاغ ، ودنيا ملعونة [1] . « 1556 » - عن أبي جميلة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : كتب أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - إلى بعض أصحابه يعظه : أوصيك ونفسي بتقوى الله ، من لا تحل معصيته ولا يرجى غيره ولا الغنى إلا به ، فإن من اتقى الله عز وقوى وشبع وروى ورفع عقله عن أهل الدنيا ، فبدنه مع أهل الدنيا وقلبه وعقله معاين للآخرة ، فأطفأ بضوء [2] قلبه ما أبصرت عيناه من حب الدنيا ، فقدر حرامها وجانب شبهاتها ، وأضر والله بالحلال الصافي إلا ما لابد له من كسرة يشد بها صلبه ، وثوب يواري به عورته من أغلظ ما يجد وأخشنه ، ولم يكن له فيما لابد منه ثقة ولا رجاء فوقعت ثقته ورجاؤه على خالق الأشياء ، فجد واجتهد وأتعب بدنه حتى بدت الأضلاع ، وغارت العينان فأبدله الله من ذلك قوة في بدنه وشدة في عقله ، وما ادخر له في الآخرة أكثر ، فارفض الدنيا ، فإن حب الدنيا يعمي ويصم ويبكم ويذل الرقاب ، فتدارك ما بقي من عمرك ولا تقل غدا وبعد غد ، فإنما هلك من مضى قبلكم بإقامتهم على الأماني والتسويف ، حتى أتاهم من الله أمرهم بغتة وهم غافلون ، فنقلوا على أعوادهم إلى قبورهم المظلمة الضيقة وقد أسلمهم الأهلون والأولاد ، فانقطع إلى الله بقلب منيب من رفض الدنيا وعزم ليس فيه انكسار ولا انخذال ، أعاننا الله وإياك على طاعته ووفقنا وإياك لمرضاته [3] .