نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي جلد : 0 صفحه : 84
ظروف أخرى تسمح له أيضاً بمواصلة عطائه العلمي ، لكن هذه الفرضيات ما كانت كافية لإقناع السيد القبانچي بالهجرة ، وكان يرى أنّ التضحية في هذا السبيل قضيّة مقدّسة . الشرف العظيم : انّ عمراً حافلا بمداد العلماء ، وصبر الأولياء ، والجهاد في مقارعة الأعداء ، حَريٌّ أن يُكتب له الشرفُ العظيم . وإن قلمي ليعجز عن سَطرِ معاني هذا الشرف ، ومناحي هذا المجد . وماذا أكتب عن رجل تبارى مع العلماء فما سبقوه ، وجارى الخطباء فما لحقوه . فكان في العلماء أغزرهم يراعاً ، وكان في الخطباء أطولهم باعاً ، وكان في سُوح الجهاد أشدّهم قراعاً . وماذا أسطر عن رجل كان أمةً في خصاله ، وفريداً في مجاله . أنني أقف أمام قَلَم لم يجُف عن خدمة العلم مدّة خمسين عاماً . وأقف أمام لسان ما تخلّف عن نصرة الحق منذ نطق . وأقف أمام جَبَل من الصبر لم تثنه نوائب الدهر . انّ مثل هذا الإنسان لحقيق أن يَهنأ بتاريخه المقدّس ، وعمره الشريف . فهنيئاً لك يا أبا الشهداء هذا الشَرَف العظيم إذا كنت نزيل سجون الأعداء وقد أبيتَ أن تفرّ فرار العبيد أو تعطيهم بيدك إعطاء الذليل . وهنيئاً لك هذا المجد الكريم إذا كنت قد وفدت على ربك الرحيم فشَكَرَ لك صبرك { يَوْمَ يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب } . وهنيئاً لك إذا استقبلت أولادك الشهداء فرحين بما آتاهم الله من فضله
مقدمة التحقيق 71
نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي جلد : 0 صفحه : 84