الكتب الأربعة للمحمدين الثلاثة والجوامع الثلاثة التي تقدّمت لمؤلّفيها الفيض الكاشاني ، والحرّ العاملي ، والمجلسي ، ومن طالع الكتاب عرف أنّا غير مغالين في ذلك ولا نكيل له إطراءً جزافاً ، ومن نظر إليه بعين الحقيقة المجرّدة علم صدق ما قلناه ، والحقّ يجب أن يُجهر به ويُصارح فيه ، وعلى كلّ امرئ أن يسعى ويعمل وينهض دون الحياة الروحية السّعيدة التي لا نفاد لها ، ويجتهد ولا يتقاعس عن العمل ، وعليه أن يتفانى تجاه السّعي وراء صالح الأمّة ، وينهض بحول الله وقوّته ، لا بحوله وقوّته ، وليكن على ثقة بالله أنّ الفلاح والنجاح يكون حليفه ، والله عونه وناصره ، { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } وصديقنا ( القبانچي ) ممن سعى واجتهد في تأليف هذا الكتاب وسيكون إذن حليفه النصر والنّجاح ، ويقدّر الكتاب بعشرة أجزاء أو أكثر يسّر الله له طبعه وما ذلك على الله بعزيز ، وإنّي أهنّيه بهذا السفر الجليل الذي خدم به جدّه الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) وخدم المسلمين جمعاء ، فجاء غرّة في جبين الدّهر واضحة ، ودرّةً ( لم يطمثها إنس قبله ولا جان ) ، وسيكون هذا المجهود العظيم ذخراً له نافعاً يوم لا ينفع مال ولا بنون ، ويكون شفيعه الإمام ( عليه السلام ) فيأخذ بعضده { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة خَيْراً يَرَهُ } ونرجو لأخينا الصّديق ( الخطيب القبّانچي ) الاطّراد والتقدّم الباهر ، والسّعادة في العاجل والآجل ، والله وليّ التوفيق .
محمّد صادق بحر العلوم

مقدمة التحقيق 112