نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 96
البكاء ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( إنما هي رحمة يجعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) [1] . ولما أصيب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله أسماء رضي الله عنها ، فقال لها : ( أخرجي إلي ولد جعفر ، فخرجوا إليه ، فضمهم إليه وشمهم ودمعت عيناه ، فقالت : يا رسول الله ، أصيب جعفر ؟ قال : نعم ، أصيب اليوم ) [2] . قال عبد الله بن جعفر : أحفظ حين دخل رسول الله على أمي ، فنعى إليها أبي ، ونظرت إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي ، وعيناه تهراقان [3] الدموع حتى تقطر لحيته ، ثم قال : ( اللهم إن جعفرا قد قدم إلى أحسن الثواب ، فأخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته ) ثم إنه عليه السلام قال : ( يا أسماء ، ألا أبشرك ؟ ) قالت : بلى بأبي أنت وأمي ، فقال : ( إن الله عز وجل جعل لجعفر جناحين ، يطير بهما في الجنة ) . وعن أبي عبد الله عليه السلام ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وآله ، أنه لما جاءته وفاة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وزيد بن حارثة كان إذا دخل بيته بكى عليهما جدا ، وقال : ( كانا يحدثاني ويؤنساني ، فجاء الموت فذهب بهما ) [4] . وعن خالد بن سلمة قال : لما جاء نعي زيد بن حارثة إلى النبي صلى الله عليه وآله أتى النبي صلى الله عليه وآله منزل زيد ، فخرجت إليه بنية لزيد ، فلما رأت رسول الله صلى الله عليه وآله خمشت في وجهها ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال [5] : هاه هاه [6] ، فقيل : يا رسول الله ، ما هذا ؟ قال : ( شوق الحبيب إلى حبيبه ) [7] . ولما مات سعد بن معاذ رضي الله عنه بكى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله