responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 90


فصل إعلم أن الدعاء يدفع البلاء ، وزوال المرض وحفظ الولد لا ينافي الرضاء بالقضاء ، فقد تعبدنا الله سبحانه بالدعاء ، وندبنا إليه وحثنا عليه ، وجعل تركه استكبارا وفعله عبادة ووعد بالإجابة ودعاء الأنبياء والأئمة عليهم السلام ، وأمروا به ، وما نقل عنهم خارج عن حد الحصر ، وقد أثنى الله تعالى على الداعين من عباده ، فقال : ( ويدعوننا رغبا ورهبا ) [1] .
ومن وظائف الداعي أن يكون في دعائه ممتثلا لأمر ربه تبارك وتعالى بالدعاء في طلب ما أمره [2] بطلبه ، وأنه لولا أمره به ، وإذنه له فيه لما اجترئ على التعرض لمخالفة قضائه ، وفي الحقيقة هذا نوع من الرضاء لمن فهم مواضع [3] الرضاء ، وأدب نفسه ، وقام بوظائف الدعاء .
ومن علاماته أنه إذا لم يجب إلى مطلوبه لا يتألم من ذلك ، من حيث عدم إجابته ، لجواز أن يكون المدعو به مشتملا على مفسدة لا يعلمها إلا الله تعالى ، كما ورد أن العبد ليدعو الله تعالى بالشئ حتى ترحمه الملائكة وتقول : إلهي ارحم عبدك المؤمن ، وأجب دعوته ، فيقول الله تعالى : كيف أرحمه من شئ به أرحمه ؟
نعم ، لو استوحش من حيث احتمال أن يكون السبب الذي أوجب رد دعائه بعده عن الله تعالى ، واستحقاقه للخيبة والاجباه [4] والطرد والإبعاد ، فلا حرج . فإن كمال المؤمن أن يكون ماقتا لنفسه مزريا عليها حتى لو أجيبت دعوته ، فلا يظنن أن ذلك من كرامته على الله تعالى وقربه منه ، بل يجوز أن يكون ذلك من بغض الله تعالى وكراهته لصوته ، وتأذي الملائكة برائحته ، فتسأل الله تعالى أن يعجل بإجابته [5] لتستريح منه .



[1] الأنبياء 21 : 90 .
[2] في ( ش ) : ما أمر .
[3] في ( ش ) : مواقع .
[4] الإجباه : الاستقبال بالمكروه . ( لسان العرب - جبه - 13 : 483 ) .
[5] في ( ش ) : اجابته .

نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست