نام کتاب : مستطرفات السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 552
ثم أنزل الله عليه أن : " أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " [1] فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم بأن رسول الله صلى الله عليه وأهل بيته يحج من عامه هذا ، فعلم به حاضروا المدينة وأهل العوالي والأعراب ، فاجتمعوا لحج رسول الله صلى الله عليه وأهل بيته وإنما كانوا تابعين ينتظرون ما يؤمرون به ، فيتبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وأهل بيته في أربع بقين من ذي القعدة ، فلما انتهى إلى ذي الحليفة وزالت الشمس ، اغتسل وخرج حتى أتى مسجد الشجرة ، فصلى عنده الظهر ، وعزم على الحج مفردا ، وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الأول ، فصف له الناس سماطين ، فلبى بالحج مفردا ، ومضى وساق له ستا وستين بدنة ، أو أربعا وستين بدنة ، حتى انتهى إلى مكة في السلاح ، لأربع من ذي الحجة ، فطاف بالبيت سبعة أشواط ، ثم صلى ركعتين عند مقام إبراهيم عليه السلام ، ثم عاد إلى الحجر الأسود ، فاستلمه وقد كان استلمه في أول طوافه ، ثم قال : " إن الصفا والمروة من شعائر الله " [2] فابدء بما بدء الله به ، وإن المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا والمروة شئ وضعه المشركون ، فأنزل الله تعالى " إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما " ثم أتى الصفا فصنع عليه مثل ما ذكرت لك ، حتى فرغ من سبعة أشواط ، ثم أتاه جبرئيل وهو على المروة ، فأمره أن يأمر الناس أن يحلوا إلا سائق الهدي فقال رجل أنحل ولم نفرغ من مناسكنا ؟ وهو عمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وأهل بيته نعم لو استقبلت من أمري ما استدبرت ، فعلت كما فعلتم ، ولكن سقت الهدي ، فلا يحل سايق الهدي حتى يبلغ الهدي ، محله ، فقال له سراقة بن مالك بن جعشم يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد ؟ فقال لا بل لأبد الأبد [3] وشبك بين أصابعه دخلت العمرة في الحج ، ثلاث مرات [4] .
[1] سورة الحج ، الآية 27 . [2] سورة البقرة الآية 158 . [3] ط . ل . بل الأبد . [4] الوسائل ، الباب 2 ، من أبواب أقسام الحج ، ح 5 ، باختلاف يسير .
نام کتاب : مستطرفات السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 552