responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسألة في الإرادة نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 9


رب العالمين . إذ كان سبحانه لا يعترضه الخواطر ، ولا يفتقر إلى أدنى روية وفكر ، إذ كان هذا على ما بيناه ، فإنما معنى قولنا : إن الله تعالى مريد لأفعاله ، أنها وقعت وهو عالم بها غير ساه عنها ، وإنما لم يقع عن سبب موجب من غيره لها لأنا وجدنا القاصد منا للشئ الذي هو عالم به غير ساه عنه ، ولا هو موجودا لمسبب وجب من غيره مريدا له . فصح إذا أردنا أن نخبر بأن الله تعالى يفعل لا عن سهو ولا غفلة ولا بإيجاب من غيره ، أن نقول هو مريد لفعله ، ويكون هذا الوصف استعارة ، لأن حقيقته كما ذكرناه لا يكون إلا في المحدث .
دليل :
والذي يدل على صحة قولنا في وصف الله تعالى بالإرادة ، أنه سبحانه لو كان مريدا في الحقيقة لم يخل الأمر من حالين :
إما أن يكون مريدا لنفسه ، أو مريدا بإرادة فلو كان مريدا لنفسه لوجب أن يكون مريدا للحسن والقبيح ، كما أنه لو كان عالما لنفسه كان عالما بالحسن والقبيح . وإرادة القبيح لا تجوز على الله سبحانه .
والكلام في هذا يأتي محررا على المجبرة في خلق الأفعال .
فإذا ثبت أن الله عز وجل لا يجوز أن يريد المقبحات علم أنه غير مريد لنفسه .
وإن كان مريدا بإرادة ، لم تخل الإرادة من حالين :
إما أن تكون قديمة ، أو حادثة .
ويستحيل أن تكون قديمة ، بما بيناه من أنه لا قديم سواه عز وجل .
والكلام على المجبرة في هذا داخل في باب نفي الصفات التي ادعت المجبرة أنها قديمة مع الله تعالى .

نام کتاب : مسألة في الإرادة نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست