قد كان أولى بك أن تحتمي * عن المعاصي حذر النار يا نفس : ومن العجب أنه لو أخبرك طفل : بأن عقربا في جيبك لرميت بثوبك ، أو حية في إزارك لرميت بأطمارك [1] . أفكان قول الأنبياء والأبدال ، أقل عندك من قول الأطفال ؟ ! أم صار حر نار جهنم وزقومها ، أحقر عندك من العقرب وسمومها ؟ ! ولا جرم فلو انكشف للبهائم علانيتك وسريرتك ، لضحكوا من غفلة سيرتك . يا نفس : من لا يطعم الدابة إلا في الحضيض [2] لا يقدر على قطع العقبة ؟ ! ومن لا يملك قيراطا من المال كيف يفك الرقبة ؟ ! [3] وكيف بك إذا أمرت بالصعود ، على عقبة كؤود [4] ، وطرسك [5] موفور من السيئات ، وظهرك موقور [6] من التبعات ، وأنت مع ذلك عارية [7] عطشانة ، حافية غرثانة ؟ ! [8] فلا شك هنالك
[1] قال الجوهري في الصحاح 2 : 726 طمر : والطمر : الثوب الخلق ، والجمع الأطهار . [2] الحضيض : القرار من الأرض عند منقطع الجبل . الصحاح 3 : 1071 حضض . [3] في ج : لا يفك الرقبة . [4] عقبة كؤود : شاقة المصعد صعبة المرتقى . اللسان 3 : 374 كأد . [5] الطرس : الصحيفة . الصحاح 3 : 943 طرس . [6] أي : محمول . الصحاح 2 : 848 وقر . وفي أ : موفور . [7] في أ : عادية . [8] من الغرث وهو الجوع . الصحاح 1 : 288 غرث .