يا نفس : لا تكوني كالذي يسبح الله ويهلله مائة مرة في أول تذكاره ، ثم يغتاب المسلمين ويمزق أعراضهم بسائر نهاره ، فهو أبدا يتأمل [1] في فضائل تسبيحاته وتهليلاته ، ولا يلتفت إلى ما ورد من عقوبة نميماته وغيباته ، ولعمري لو كان الكرام الكاتبون يطلبون منه أجر التسبيح ، وما يكتبونه من هذيانه القبيح ، لزاد أجر هذيانه على ثوابه ، ونقصت مدة حسناته [2] عن مدة عقابه . بيت : متى يبلغ البنيان يوما تمامه * إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم يا نفس : وأي عاقل يبدل البر بالجفا ، أو يستكف [3] النار بالحلفاء [4] . شعر : واللوزة المرة إن تبصر * يفسد بالطعم [5] بها السكر فالغيبة تحرق الحسنات ، وتبطل الطاعات .
[1] في ب : لا يتأمل . [2] في ج ، د : حسابه . [3] في أ : أو يكشف . [4] الحلفاء : نبات حمله قصب النشاب . اللسان 9 : 56 حلف . [5] في ب : في الطعم .