( 67 ) خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في البصرة بعد وقعة الجمل قال سليم : شهدت عليا عليه السلام حين عاد زياد بن عبيد بعد ظهوره على أهل الجمل ، وإن البيت لممتلئ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فيهم عمار وأبو الهيثم بن التيهان وأبو أيوب وجماعة من أهل بدر نحو من سبعين رجلا - وزياد في بيت عظيم شبه البهو ( 1 ) - إذ أتاه رجل بكتاب من رجل من الشيعة بالشام : ( إن معاوية استنفر الناس ودعاهم إلى الطلب بدم عثمان ، وكان فيما يحضهم به أن قال : إن عليا قتل عثمان وآوى قتلته ، وإنه يطعن على أبي بكر وعمر ويدعي أنه خليفة رسول الله وإنه أحق بالأمر منهما . فنفرت العامة والقراء ، واجتمعوا على معاوية إلا قليلا منهم ) . كلام أمير المؤمنين عليه السلام حول الخلافة المغصوبة قال : فحمد الله وأثنى عليه وقال : أما بعد ، ما لقيت من الأمة بعد نبيها منذ قبض صلى الله عليه وآله . فأقام عمر وأصحابه الذين ظاهروا علي أبا بكر فبايعوه وأنا مشغول بغسل رسول الله صلى الله عليه وآله وكفنه ودفنه ، وما فرغت من ذلك حتى بايعوه وخاصموا الأنصار بحجتي وحقي . والله إنه ليعلم يقينا والذين ظاهروه أني أحق بها من أبي بكر . فلما رأيت اجتماعهم عليه وتركهم إياي ناشدتهم الله عز وجل وحملت فاطمة عليها السلام
( 1 ) . البهو : البيت الذي كانوا يقيمونه أمام البيوت أو الخيام منزلا للغرباء والضيوف .