responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب سليم بن قيس نویسنده : سليم بن قيس الهلالي الكوفي    جلد : 1  صفحه : 416


قلت : أصلحك الله ، فترحمك عليه وتفضيلك إياه ؟
قال : إنما أصنع ذلك ليسمع بذلك أوليائه الطغاة العتاة الجبابرة الظلمة ، الحجاج وابن زياد قبله وأبوه . أما علمت أنهم من اتهموه في بغض عثمان وحب علي عليه السلام وأهل بيته نفوه ومثلوا به وقتلوه ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( ليس للمؤمن أن يذل نفسه ) . قلت :
وما إذلاله لنفسه ؟ قال : يتعرض من البلاء لما لا يقوى عليه ولا يقوم به .
وقد سمعت عليا عليه السلام يروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم قتل عثمان وهو يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( إن التقية من دين الله ، ولا دين لمن لا تقية له . والله لولا التقية ما عبد الله في الأرض في دولة إبليس ) . فقال له رجل : وما دولة إبليس ؟ قال عليه السلام : ( إذا ولى الناس إمام ضلالة فهي دولة إبليس على آدم ، وإذا وليهم إمام هدى فهي دولة آدم على إبليس ) .
ثم همس إلى عمار ومحمد بن أبي بكر همسة وأنا أسمع ، فقال : ( ما زلتم منذ قبض نبيكم في دولة إبليس بترككم إياي واتباعكم غيري ) .
كيف بايع الناس عليا عليه السلام بعد قتل عثمان ثم هرب من الناس ثلاثة أيام ، فطلبوه فأتوه في خص [1] لبني النجار فقالوا : إنا قد تشاورنا في هذا الأمر ثلاثة أيام فما وجدنا أحدا من الناس أحق بها منك ، فننشدك الله في أمة محمد صلى الله عليه وآله أن تضيع وأن يلي أمرها غيرك . فبايعوه وكان أول من بايعه طلحة والزبير ، ثم جاءا إلى البصرة يزعمان أنهما بايعا مكرهين ، وكذبا .
ثم أتاه رجل من مهرة [2] - ومحمد بن أبي بكر بجنبه - فقال له علي عليه السلام - وأنا أسمع - :
يا أخا مهرة ، أجئت لتبايع ؟ قال : نعم . قال : تبايعني على أن رسول الله صلى الله عليه وآله قبض والأمر لي ، فانتزى علينا ابن أبي قحافة ظلما وعدوانا . ثم انتزى علينا بعده عمر ؟ قال : نعم . فبايعه على ذلك طائعا غير مكره .



[1] . الخص : البيت من قصب أو شجر .
[2] . ( مهرة ) : بلاد مقفرة في جزيرة العرب تقع بين حضرموت وعمان .

نام کتاب : كتاب سليم بن قيس نویسنده : سليم بن قيس الهلالي الكوفي    جلد : 1  صفحه : 416
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست