responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب سليم بن قيس نویسنده : سليم بن قيس الهلالي الكوفي    جلد : 1  صفحه : 372


أسماعهم على العلم . نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالذي نزلت في الرخاء ، رضى عن الله بالقضاء .
لولا الآجال التي كتب الله لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين ، شوقا إلى الثواب وخوفا من العقاب . عظم الخالق في أنفسهم وصغر ما دونه في أعينهم .
المؤمن والجنة والنار فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون ، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون . قلوبهم محزونة ، وحدودهم مأمونة ، وأجسادهم نحيفة ، وحوائجهم خفيفة وأنفسهم عفيفة ، ومعونتهم في الإسلام عظيمة .
صبروا أياما قصارا أعقبتهم راحة طويلة . تجارة مربحة يسرها لهم رب كريم .
أرادتهم الدنيا فلم يريدوها وطلبتهم فأعجزوها .
المؤمن في يومه ليلته أما الليل فصافون أقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا يحزنون به أنفسهم ويستثيرون به دواء دائهم ، وتهيج أحزانهم بكاء على ذنوبهم ووجع كلوم [1] جوانحهم .
فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا وتطلعت إليها أنفسهم شوقا فظنوا أنها نصب أعينهم ، حافين على أوساطهم ، يمجدون جبارا عظيما ، مفترشين جباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم ، تجري دموعهم على خدودهم ، يجأرون إلى الله في فكاك رقابهم من النار . وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم ، واقشعرت منها جلودهم ووجلت منها قلوبهم وظنوا أن صهيل جهنم وزفيرها وشهيقها في أصول آذانهم .



[1] . جمع الكلم بمعنى الجرح .

نام کتاب : كتاب سليم بن قيس نویسنده : سليم بن قيس الهلالي الكوفي    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست