responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب سليم بن قيس نویسنده : سليم بن قيس الهلالي الكوفي    جلد : 1  صفحه : 319


وجعل الأمر لا يزداد إلا شدة وكثر عندهم عدوهم وأظهروا أحاديثهم الكاذبة في أصحابهم من الزور والبهتان ، فنشأ الناس على ذلك ولم يتعلموا إلا منهم ومضى على ذلك قضاتهم وولاتهم وفقهائهم .
وكان أعظم الناس في ذلك بلاء وفتنه القراء المراءون المتصنعون ، الذين يظهرون لهم الحزن والخشوع والنسك ، ويكذبون ويفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ويدنوا بذلك مجالسهم ويصيبوا بذلك الأموال والقطائع والمنازل . حتى صارت أحاديثهم تلك ورواياتهم في أيدي من يحسب أنها حق وأنها صدق ، فرووها وقبلوها وتعلموها وعلموها وأحبوا عليها وأبغضوا ، حتى جمعت على ذلك مجالسهم وصارت في أيدي الناس المتدينين الذين لا يستحلون الكذب ويبغضون عليه أهله .
فقبلوها وهم يرون أنها حق ، ولو علموا أنها باطل لم يرووها ولم يتدينوا بها ولا تنقصوا من خالفهم . فصار الحق في ذلك الزمان باطلا والباطل حقا والصدق كذبا والكذب صدقا . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( لتشملنكم فتنة يربو فيها الوليد وينشأ فيها الكبير ، يجري الناس عليها ويتخذونها سنة . فإذا غير منها شئ قالوا : أتى الناس منكرا ، غيرت السنة ) فلما مات الحسن بن علي عليه السلام لم يزل الفتنة والبلاء يعظمان ويشتدان ، فلم يبق ولي لله إلا خائفا على دمه أو مقتولا أو طريدا أو شريدا ، ولم يبق عدو لله إلا مظهرا حجته غير مستتر ببدعته وضلالته .

نام کتاب : كتاب سليم بن قيس نویسنده : سليم بن قيس الهلالي الكوفي    جلد : 1  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست