وظلماك وطلبا ما ليس لهما ، وأنا ابن عم عثمان والطالب بدمه . وبلغني أنك تعتذر من قتل عثمان وتتبرأ من دمه ، وتزعم أنه قتل وأنت قاعد في بيتك ، وأنك قلت حين قتل - واسترجعت - : ( اللهم لم أرض ولم أمالئ ) ، وقلت يوم الجمل حين نادوا ( يا لثارات عثمان ) - حين ثار من حول الجمل - قلت : ( كب قتلة عثمان اليوم لوجوههم إلى النار ، أنحن قتلناه ؟ وإنما قتله هما وصاحبتهما وأمروا بقتله وأنا قاعد في بيتي ) . وأنا ابن عم عثمان ووليه والطالب بدمه ، فإن كان الأمر كما قلت فأمكنا من قتلة عثمان وادفعهم إلينا نقتلهم بابن عمنا ، ونبايعك ونسلم إليك الأمر . لعن أمير المؤمنين عليه السلام لأبي بكر وعمر وعثمان وبراءته منهم هذه واحدة ، وأما الثانية فقد أنبأتني عيوني وأتتني الكتب من أولياء عثمان - ممن هو معك يقاتل وتحسب أنه على رأيك وراض بأمرك وهواه معنا وقلبه عندنا وجسده معك - أنك تظهر ولاية أبي بكر وعمر وتترحم عليهما ، وتكف عن عثمان ولا تذكره ولا تترحم عليه ولا تلعنه . وبلغني عنك : أنك إذا خلوت ببطانتك الخبيثة وشيعتك وخاصتك الضالة المغيرة الكاذبة تبرأت عندهم من أبي بكر وعمر وعثمان ولعنتهم . وادعيت أنك خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله في أمته ووصيه فيهم ، وأن الله فرض على المؤمنين طاعتك وأمر بولايتك في كتابه وسنة نبيه ، وأن الله أمر محمدا أن يقوم بذلك في أمته ، وأنه أنزل عليه : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) [1] ، فجمع أمته بغدير خم فبلغ ما أمر به فيك عن الله ، وأمر أن يبلغ الشاهد الغائب ، وأخبرهم أنك أولى بهم من أنفسهم ، وأنك منه بمنزلة هارون من موسى .