قال : أفتقرون أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعثني بسورة براءة ورد غيري - بعد أن كان بعثه - بوحي من الله وقال : ( إن العلي الأعلى يقول : إنه لا يبلغ عنك إلا رجل منك ) ؟ قالوا : اللهم بلى . [1] قال : أفتقرون أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم تنزل به شديدة قط إلا قدمني لها ثقة بي ، وأنه لم يدعني باسمي قط إلا أن يقول : ( يا أخي ) و ( ادعوا لي أخي ) ؟ قالوا : اللهم نعم . قال : أفتقرون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قضى بيني وبين جعفر وزيد في ابنة حمزة فقال : ( يا علي ، أما أنت مني وأنا منك ، وأنت ولي كل مؤمن بعدي ) ؟ قالوا : اللهم نعم . [2] قال : أفتقرون أنه كانت لي من رسول الله صلى الله عليه وآله في كل يوم وليلة دخلة وخلوة ، إذا
[1] . روي في البحار : ج 35 ص 295 عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أبا بكر مع براءة إلى الموسم ليقرأها على الناس . فنزل جبرئيل فقال : ( لا يبلغ عنك إلا علي ) . فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام فأمره أن يركب ناقته العضباء وأمره أن يلحق أبا بكر فيأخذ منه براءة ويقرأه على الناس بمكة . فقال أبو بكر : أسخطة ؟ فقال : لا ، إلا أنه أنزل عليه أنه لا يبلغ إلا رجل منك . فلما قدم علي عليه السلام مكة - وكان يوم النحر بعد الظهر وهو يوم الحج الأكبر - قام ثم قال : إني رسول رسول الله إليكم ، فقرأها عليهم : ( براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ) ، عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشرا من ربيع الآخر . وقال : ( لا يطوف بالبيت عريان ولا عريانة ولا مشرك . ألا من كان له عهد عند رسول الله فمدته إلى هذه الأربعة أشهر ) . راجع البحار : ج 35 ص 284 ب 9 ، والغدير : ج 6 ص 341 [2] . في البحار : ج 20 ص 372 وصحيح البخاري : ج 3 ص 168 : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما خرج من مكة بعد عمرة القضاء تبعته ابنة حمزة تنادي : يا عم ، يا عم . فتناولها علي وقال لفاطمة عليها السلام : دونك بنت عمك ، فحملتها . فاختصم فيها علي وزيد بن حارثة وجعفر . قال علي عليه السلام : أنا أحق بها وهي بنت عمي . وقال جعفر : بنت عمي وخالتها تحتي . وقال زيد : بنت أخي . فقضى بها النبي صلى الله عليه وآله لخالتها وقال : ( الخالة بمنزلة الأم ) ، وقال لعلي عليه السلام : ( أنت مني وأنا منك ) . وقال لجعفر : ( أشبهت خلقي وخلقي ) وقال لزيد : ( أنت أخونا ومولانا ) .