وبه أدركنا ذلك كله ونلناه . فكل فضل أدركناه في دين أو دنيا فبرسول الله صلى الله عليه وآله لا بأنفسنا ولا بعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا . قال : صدقتم ، يا معاشر قريش والأنصار . أتقرون أن الذي نلتم به خير الدنيا والآخرة منا خاصة - أهل البيت - دونكم جميعا ، وأنكم سمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ( إني وأخي علي بن أبي طالب بطينة واحدة إلى آدم ) ؟ [1] قال أهل بدر وأهل أحد وأهل السابقة والقدمة : نعم ، سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله . قال : أتقرون أن ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ( إني وأهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي الله ، قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف سنة . فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح ، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم . ثم لم يزل الله ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة ومن الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة بين الآباء والأمهات لم يلتق واحد منهم على سفاح قط ) ؟ فقال أهل السابقة والقدمة وأهل بدر وأهل أحد : نعم ، قد سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله . قال : فأنشدكم الله ، أتقرون أن رسول الله صلى الله عليه وآله آخى بين كل رجلين من أصحابه وآخى بيني وبين نفسه وقال : ( أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة ) ؟ فقالوا : اللهم نعم . قال : أتقرون أن رسول الله صلى الله عليه وآله اشترى موضع مسجده فابتناه ثم بنى عشرة منازل ، تسعة له وجعل لي عاشرها في وسطها وسد كل باب شارع إلى المسجد غير بابي . فتكلم في ذلك من تكلم ، فقال صلى الله عليه وآله : ( ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه ، ولكن الله أمرني بسد أبوابكم وفتح بابه ) . ولقد نهى الناس جميعا أن يناموا في المسجد غيري ، وكنت أجنب في المسجد ، ومنزلي ومنزل رسول الله صلى الله عليه وآله واحد في المسجد ، يولد لرسول الله صلى الله عليه وآله
[1] . راجع عن بدء خلق أهل البيت عليهم السلام : البحار : ج 25 .