الفرق الثلاث والسبعون يوم القيامة وتلك الفرقة الواحدة من الثلاث والسبعين فرقة هي الناجية من النار ومن جميع الفتن والضلالات والشبهات ، وهم من أهل الجنة حقا ، وهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب . وجميع تلك الفرق الاثنتين والسبعين هم المتدينون بغير الحق ، الناصرون لدين الشيطان الآخذون عن إبليس وأوليائه ، هم أعداء الله تعالى وأعداء رسوله وأعداء المؤمنين ، يدخلون النار بغير حساب . براء من الله ومن رسوله ، نسوا الله ورسوله [1] وأشركوا بالله وكفروا به وعبدوا غير الله من حيث لا يعلمون ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، يقولون يوم القيامة : ( والله ربنا ما كنا مشركين ) [2] ، ( يحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شئ ألا إنهم هم الكاذبون ) [3] . المستضعفون دينيا قال : فقلت : يا أمير المؤمنين ، أرأيت من قد وقف فلم يأتم بكم ولم يعادكم ولم ينصب لكم ولم يتعصب ولم يتولكم ولم يتبرء من عدوكم وقال : ( لا أدري ) وهو صادق ؟ قال : ليس أولئك من الثلاث والسبعين فرقة ، إنما عنى رسول الله صلى الله عليه وآله بالثلاث والسبعين فرقة الباغين الناصبين الذين قد شهروا أنفسهم ودعوا إلى دينهم . ففرقة واحدة منها تدين بدين الرحمن ، واثنتان وسبعون تدين بدين الشيطان وتتولى على قبولها وتتبرأ ممن خالفها . فأما من وحد الله وآمن برسول الله صلى الله عليه وآله ولم يعرف ولايتنا ولا ضلالة عدونا ولم ينصب شيئا ولم يحل ولم يحرم ، وأخذ بجميع ما ليس بين المختلفين من الأمة
[1] . في ( د ) هكذا : براء من الله ومن رسوله والله ورسوله براء منهم ، سبوا الله ورسوله وأشركوا . . . . [2] . سورة الأنعام : الآية 23 . [3] . سورة المجادلة : الآية 18 .