responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب سليم بن قيس نویسنده : سليم بن قيس الهلالي الكوفي    جلد : 1  صفحه : 139


فجعلت أتردد وأرمق وجوه الناس ، وقد خلا الهاشميون برسول الله صلى الله عليه وآله لغسله وتحنيطه . وقد بلغني الذي كان من قول سعد بن عبادة ومن اتبعه من جهلة أصحابه ، فلم أحفل بهم وعلمت أنه لا يؤول إلى شئ .
فجعلت أتردد بينهم وبين المسجد وأتفقد وجوه قريش . فإني لكذلك إذ فقدت أبا بكر وعمر . ثم لم ألبث حتى إذا أنا بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة قد أقبلوا في أهل السقيفة وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمر بهم أحد إلا خبطوه ، فإذا عرفوه مدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر ، شاء ذلك أم أبى [1] فأنكرت عند ذلك عقلي جزعا منه ، مع المصيبة برسول الله صلى الله عليه وآله . فخرجت مسرعا حتى أتيت المسجد ، ثم أتيت بني هاشم ، والباب مغلق دونهم . فضربت الباب ضربا عنيفا وقلت : يا أهل البيت فخرج إلي الفضل بن العباس ، فقلت : قد بايع الناس أبا بكر فقال العباس : ( قد تربت أيديكم منها إلى آخر الدهر . أما إني قد أمرتكم فعصيتموني ) .
ما جرى بين صالحي الصحابة ليلة السقيفة فكمثت أكابد ما في نفسي . فلما كان الليل خرجت إلى المسجد ، فلما صرت فيه تذكرت أني كنت أسمع همهمة رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرآن . فانبعثت من مكاني فخرجت نحو الفضاء - فضاء بني بياضة - ، فوجدت نفرا يتناجون . فلما دنوت منهم سكتوا ، فانصرفت عنهم ، فعرفوني وما عرفتهم ، فدعوني إليهم فأتيتهم فإذا المقداد وأبو ذر وسلمان وعمار بن ياسر وعبادة بن الصامت وحذيفة بن اليمان والزبير بن العوام ،



[1] . روى الشيخ المفيد في كتاب ( الجمل ) : ص 59 عن أبي مخنف بأسناده قال : كان جماعة من الأعراب قد دخلوا المدينة ليتماروا منها ، فشغل الناس عنهم بموت رسول الله صلى الله عليه وآله فشهدوا البيعة وحضروا الأمر . فأنفذ إليهم عمر واستدعاهم وقال لهم : ( خذوا بالحظ من المعونة على بيعة خليفة رسول الله واخرجوا إلى الناس واحشروهم ليبايعوا ، فمن امتنع فاضربوا رأسه وجبينه ) . قال : والله ، لقد رأيت الأعراب تحزموا واتشحوا بالأزر الصنعانية وأخذوا بأيديهم الخشب وخرجوا حتى خبطوا الناس خبطا وجاءوا بهم مكرهين للبيعة .

نام کتاب : كتاب سليم بن قيس نویسنده : سليم بن قيس الهلالي الكوفي    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست