منه ، ومن خذله لا يستطيع أن يقول : نصره من هو خير مني ، وأنا جامع لكم أمره ، استأثر الأثرة ، وجزعتم فأسألتم الجزع ، ولله حكم واقع في المستأثر والجازع [1] . قال ابن أبي الحديد في شرحه : هذا الكلام بظاهره يقتضي أنه ما أمر بقتله ولا نهى عنه ، فيكون دمه عنده في حكم الأمور المباحة التي لا يؤمر بها ولا ينهى عنها [2] . أقول : كفانا معشر الشيعة إباحة دمه ، لأن إباحة دمه دليل على بطلان خلافته وبيعته ، وعلى أن الشورى العمرية لم يكن صوابا ، بل يدل على أن عثمان لم يكن مؤمنا ، لأنه عليه السلام كان ناصرا للمؤمنين ، فلو كان عثمان مؤمنا لم يكن يخذله . ويدل أيضا على عدم ايمان عثمان وحسن قتله قوله عليه السلام : قد طلع طالع ، ولمع لامع ، ولاح لائح ، واعتدل مائل ، واستبدل الله بقوم قوما ، وبيوم يوما ، وانتظرنا الغير انتظار المجدب المطر ، وإنما الأئمة قوام الله على خلقه ، وعرفاؤه على عباده ، ولا يدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار الا من أنكرهم وأنكروه ، إلى آخر الخطبة [3] . قال ابن أبي الحديد في الشرح : هذه خطبة خطب بها بعد قتل عثمان حين أفضت الخلافة إليه ( قد طلع طالع ) يعني : عود الخلافة إليه ، وكذلك قوله ( لمع لامع ، ولاح لائح ) كل هذا يراد به معنى واحد ( واعتدل مائل ) إشارة إلى ما كانت الأمور عليه من الاعوجاج في أواخر أيام عثمان ، واستبدل الله بعثمان وشيعته عليا عليه السلام وشيعته ، وبأيام ذاك أيام هذا . ثم قال ( وانتظرنا الغير انتظار المجدب المطر ) وهذا الكلام يدل على أنه قد كان يتربص بعثمان الدوائر ، ويترقب حلول الخطوب