فوره فدخل المدينة واللواء معه ، فجاء به حتى ركزه بباب رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله قد مات في تلك الساعة . قال : فما كان أبو بكر وعمر يخاطبان أسامة إلى أن ماتا الا بالأمير [1] . ومن ظلمه : عزل أسامة الأمير المنصوب من قبل الرسول عن الامارة . ومن ظلمه : منعه عمر عن النفوذ مع الجيش . ومن ظلمه : كشف بيت فاطمة عليها السلام وانفاذه عمر ليحرق بيتها ، ويحضر أمير المؤمنين عليه السلام الذي حبه ايمان وبغضه كفر ونفاق للبيعة قهرا من غير اختيار . ومما يدل على ظلمه وعدم لياقته للخلافة قول عمر : كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه [2] . ووجه الدلالة : أنه لو كان عادلا قابلا للخلافة لما صح من عمر أن يعد بيعته شرا ، ويفتي بقتل من عاد إلى مثلها . ومما يدل أيضا على ظلمه : ما اتفق على نقله أهل السير ، أنه قال فوق المنبر : ان لي شيطانا يعتريني ، فان استقمت فأعينوني ، وان زغت فقوموني . وممن نقله الطبري [3] . ووجه الدلالة : أن من يكون له شيطانا يعتريه ، ويحتاج إلى من يقومه ويسدده ، لا يصلح للخلافة العامة ، ولا ينفك عن الظلم . ومن ظلمه وبدعه : أنه تكلم في الصلاة قبل السلام ، وقال : لا يفعلن خالد ما أمرته به ، ونقل عن جماعة من فقهاء العامة أنهم احتجوا بذلك وجوزوا التكلم بعد التشهد وقبل التسليم ، ولا يخفى أن هذه بدعة مقترنة بالكفر ، لما رواه مشايخنا عن
[1] شرح نهج البلاغة 6 : 52 . [2] صحيح البخاري 4 : 179 باب رجم الحبلى ، والصراط المستقيم 2 : 302 . [3] تاريخ الطبري 3 : 310 ، والصراط المستقيم 2 : 300 .