قومك ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إلى آخر الحديث [1] . وفي الجزء الثامن من صحيح البخاري ، باسناده عن حذيفة بن اليمان ، قال : ان المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وآله ، كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون [2] . وفيه أيضا باسناده عن حذيفة ، قال : إنما كان النفاق على عهد النبي صلى الله عليه وآله ، فأما اليوم هو الكفر بعد الايمان [3] . اعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وان لم يصرح لكل أحد بأسماء المنافقين لمصلحة هو أعرف بها ، ولكن وضع قواعد لمعرفتهم ، ومن تلك القواعد ما تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله : ان حب علي ايمان وبغضه نفاق [4] . وسيجئ في الدليل السادس والعشرين الأخبار الواردة في هذا المعنى . وسنذكر إن شاء الله الأخبار الدالة على بغض خلفائهم الثلاثة لعلي أمير المؤمنين عليه السلام ، ليظهر لك أنهم رؤوس المنافقين ، وأعداء دين سيد المرسلين ، وسيجئ إن شاء الله في الدليل الثامن والعشرين عدة قرائن دالة على نفاقهم . وسيجئ عدة أحاديث نقلا عن صحاحهم بهذا المضمون عن النبي صلى الله عليه وآله : سيجاء برجال من أمتي ، فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا رب أصحابي ؟ فيقال : انك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم [5] . ولا شك أن هؤلاء غير المنافقين المذكورين ، لأن النبي صلى الله عليه وآله لا يقول للمنافقين أصحابي ، ولا يقال في الجواب : لم يزالوا مرتدين ، لأنه لا يتصور الارتداد بالنظر
[1] صحيح مسلم 3 : 1420 ح 111 من كتاب الجهاد . [2] صحيح البخاري 8 : 100 ، كتاب الفتن . [3] صحيح البخاري 8 : 100 ، باب إذا قال عند قوم شيئا ثم خرج فقال بخلافه . [4] راجع مصادر الحديث : إحقاق الحق 7 : 213 و 248 ، و 17 : 163 - 165 . [5] صحيح البخاري 5 : 191 - 192 ، باب تفسير سورة المائدة .