وهن القول بأن هذا الاجماع ، تعبدي وكاشف عن رأي المعصوم ( ع )
رمي كتاب ( رجال الكشي ) بكثرة الأغلاط
الموضوعات . بل ناقش البعض حتى في حجية الاجماع المحصل [1] . فالقول بأن هذا الاجماع تعبدي وكاشف عن رأي المعصوم ( ع ) في غاية الوهن . ولذا رده الشيخ النوري . وقال الشيخ أبو علي : « لكن هذا الاجماع لم يثبت وجوب اتباعه كالذي بالمعنى المصطلح لكونه مجرد وفاق » [2] . على أن المصدر لنقل هذا الاجماع كتاب ( رجال الكشي ) ، الذي رماه النجاشي بكثرة الأغلاط عند ترجمة مؤلفه بقوله : « وكان ثقة عيناً وروى عن الضعفاء كثيراً . . . له كتاب الرجال ، كثير العلم ، وفيه أغلاط كثيرة » [3] وتبعه العلامة الحلي في ذلك [4] . وجاء في كتاب ( قاموس الرجال ) [5] : « وأما رجال الكشي فلم تصل نسخته صحيحة إلى أحد حتى الشيخ والنجاشي . . . وتصحيفاته أكثر من أن تحصى ، وإنما السالم منه معدود . . . وقد تصدينا فيما سوى ذلك في كل ترجمة على تحريفاته ، بل قل ما تسلم رواية من رواياته عن التصحيف بل وقع في كثير من عناوينه ، بل وقع فيه خلط اخبار ترجمة باخبار ترجمة أخرى ، وخلط طبقة بأخرى . . . ثمّ ان الشيخ اختار مقداراً منه مع ما فيه من الخلط والتصحيف . . . وبعد ما قلنا من وقوع التحريفات في أصل الكشي بتلك المرتبة لا يمكن الاعتماد على ما فيه إذا لم تقم قرينة على صحة ما فيه . . . ثمّ أنه حدث في الاختيار من الكشي أيضاً تحريفات غير ما كان في أصله ، فإنه شأن كل كتاب ، إلا أنها لم تكن بقدر الأصل ولذا ترى نسخ الاختيار أيضاً مختلفة الخ » .
[1] الحدائق ج 1 ص 35 . [2] منتهى المقال ص 10 . [3] رجال النجاشي ص 363 . [4] خلاصة الرجال ص 71 . [5] أنظر ج 1 ص 43 - 46 .