كما وردت أحاديث من طرق أهل السّنة تمنع من القياس والعمل به أخرجها ابن حزم الأندلسي في ( رسالته ) . منها ما رواه بسنده عن عوف ابن مالك ، قال : قال رسول اللّه ( ص ) : « تفترق أمتي على بضع [1] وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلّون الحرام ويحرمّون الحلال » [2] . وقد كثرت مناظرات الإمام الصادق ( ع ) مع أهل الرأي والقياس كأبي حنيفة ، حيث قال له في رواية ابن حزم : « اتقِ اللّه ولا تقس فانا نقف غداً بين يدي اللّه فنقول : قال اللّه وقال رسوله ( ص ) . وتقول أنت وأصحابك سمعنا ورأينا » [3] . وفي رواية عمرو بن جميع وعبد اللّه بن شبرمة : « . . . يا نعمان حدّثني أبي عن جدي أن رسول اللّه ( ص ) قال : أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس ، قال اللّه تعالى له : اسجد لآدم . فقال : أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين . فمن قاس الدين برأيه قرنه اللّه تعالى يوم القيامة بإبليس ، لأنه اتبعه في القياس » . وزاد ابن شبرمة في حديثه « ثم قال جعفر ( ع ) : أيهما أعظم قتل النفس أو الزنا . قال : قتل النفس . قال ( ع ) : فان اللّه عز وجل قِبل في قتل النفس شاهدين ، ولم يقبل في الزنا إلا أربعة . ثم قال ( ع ) : أيهما أعظم الصلاة أم الصوم . قال : الصلاة . قال ( ع ) : فما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ، فكيف - ويحك - يقوم لك قياسك ؟ اتق الله ولا تقس الدين برأيك » [4] . وإنما أكثر الإمام الصادق ( ع ) مناظرة أبي حنيفة حول القياس وإبطاله
[1] البضع ما بين الثلاث إلى التسع [2] ملخص إبطال القياس ص 69 [3] ملخص إبطال القياس ص 71 [4] حلية الأولياء ج 3 ص 196 - 197