بناء الشيخ النوري على وثاقة الرواة المجاهيل المذكورين في باب أصحاب الإمام الصادق ( ع ) من ( رجال الشيخ الطوسي )
النقاش في هذا التوثيق الاجمالي
عليه السلام - عدّدهم فيه » [1] . وقد استشهد الشيخ محمد بن الحسن الحر بكلام هذين العلمين على صحة أحاديث كتابه في الفائدة التي عقدها لذلك [2] . ومنهم الشيخ الطبرسي في كتابه ( أعلام الورى ) ، والشيخ محمد بن علي الفّتال في كتابه ( روضة الواعظين ) ، والسيد علي بن عبد الحميد النيلي في كتابه ( الأنوار المضيئة ) ، وكلماتهم نظير كلام الشيخ المفيد في توثيق أولئك الرواة ، نقلها عنهم شيخنا النوري . بل نسب توثيقهم إلى ابن عقدة نفسه قائلاً : « . . . الأربعة آلاف الذين وثقهم ابن عقدة ، فإنه صنف كتاباً في خصوص رجاله ( ع ) ، وأنهاهم إلى أربعة آلاف ، ووثق جميعهم . . . وصدّقه في هذا التوثيق المشايخ العظام أيضاً الخ » . فيكون توثيقهم لذلك العدد من الرواة ناظراً إلى من ذكره ابن عقدة في كتاب رجاله . ولأجله بنى الشيخ النوري على وثاقة جميع الرواة المجاهيل المذكورين في كتاب ( رجال الشيخ الطوسي ) في باب ( أصحاب الإمام الصادق ( ع ) ) لأنهم من الأربعة آلاف الذين وثقهم ابن عقدة والجماعة بعده [3] . لكن أورد عليه أستاذنا المحقق الخوئي بأن المراد بذلك أحد أمرين . الأول : حصر أصحاب الإمام الصادق ( ع ) في أربعة آلاف وتوثيقهم أجمع . وأجاب عنه أولاً : بأن الشيخ الطوسي قد جمع أصحاب الإمام الصادق ( ع ) في كتاب ( رجاله ) ، وأتعب نفسه الزكية في استقصائهم حتى عد معهم المنصور الدوانيقي باعتبار أنه لقي الإمام ( ع ) وروى عنه ولو حديثاً واحداً ، ليكون من أصحابه ( ع ) ، ومع ذلك لم يبلغوا هذا
[1] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 324 [2] الوسائل ج 3 - الفائدة 6 [3] مستدرك الوسائل ج 3 ص 770