لا يصح التعدي عن مشايخ الإجازة إلى كل شيخ يروي عنه الثقة
لا يجدي توثيق الراوي الذي اشترك اسمع مع الضعيف بدون تمييز
وغيرهم من أهل العلم ، كمشايخنا السالفين من عهد الشيخ محمد بن يعقوب الكليني وما بعده إلى زماننا هذا ، لا يحتاج أحد من هؤلاء المشايخ إلى تنصيص على تزكية ولا تنبيه على عدالة ، لما اشتهر في كل عصر من ثقتهم وضبطهم وورعهم زيادة على العدالة ، وإنما يتوقف على التزكية غير هَؤلاء الرواة من الذين لم يشتهروا بذلك ككثير ممن سبق على هؤلاء الخ » [1] . وعلى فرض البناء على وثاقة مشايخ الإجازة فلا يصح التعدي عنهم إلى كل شيخ يروي عنه الثقة ، لما رأيناه بالوجدان من ضعف بعض مشايخ الأعاظم ، فقد روى الصدوق عن احمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد النيسابوري المرواني ، الذي قال عنه في كتاب ( العلل ) [2] : « وما لقيت أنصب منه » . ونظيره في كتاب ( معاني الأخبار ) [3] . وقال في كتاب ( العيون ) [4] : « وما لقيت أنصب منه ، وبلغ من نصبه أنه كان يقول : اللهم صل على محمد فرداً . ويمتنع من الصلاة على آله » . ومع قلة التوثيقات الصادرة من القدماء لا تجدي بالنسبة لصنفين من الرواة . اشتراك أسماء الرواة الأول الرواة الموثقون الذين اشتركت أسماؤهم مع الضعفاء ، ولم تقم قرينة توجب الوثوق بالتمييز بينهم ، فان أغلب ما ذكروه من القرائن لا تخرج عن حدود الظن ، إذ كيف توجب كثرة مصاحبة شخص لآخر ونحو ذلك الوثوق بأنه الراوي عنه دون غيره ممن اشترك معه في الاسم ،
[1] الدراية للشهيد الثاني ص 69 [2] أنظر ج 1 ص 128 [3] أنظر ص 56 [4] أنظر ج 2 ص 279 - 280