ولذا قال السيد محمد بن عقيل في ( نصائحه ) : « وهنا يتحير العاقل ، ولا يدري بماذا يعتذر عن البخاري الخ » [1] . وجاء في كتاب ( أضواء على السنّة المحمدية ) [2] للأستاذ محمود أبي ريّة : أن البخاري كان يروي بالمعنى ، وأن الخطيب البغدادي في ( تاريخ بغداد ج 2 ص 11 ) روى عنه أنه قال يوماً : « رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر . فقيل له : يا أبا عبد اللّه بكماله . فسكت » . وجاء فيه أيضاً : أن البخاري مات قبل أن يتم تبييض كتابه ، وأنه اسُتنسخ من الأصل الذي عند صاحبه ، وفيه أشياء لم تتم ، وأشياء مبّيضة منها تراجم لم يُثبت بعدها شيئاً ، ومنها أحاديث لم يترجم لها ، فأضيف بعض ذلك إلى بعض . وقد انتقده الحّفاظ في عشرة ومائة حديث ، منها 32 حديثاً وافقه مسلم على تخريجها ، و 78 حديثاً انفرد هو بتخريجها . وكذلك ضّعف الحفاظ من رجال البخاري نحو 80 رجلاً ، ومن رجال مسلم 160 رجلاً . والأحاديث التي انتقدت عليهما بلغت مئتي حديث وعشرة . وقد أورد الشيخان البخاري ، ومسلم في صحيحيهما كثيراً من الأحاديث التي يمتنع صدورها عن النبي ( ص ) ذكر المرحوم السيد عبد الحسين شرف الدين منها أربعين حديثاً لراوي واحد ، وهو أبو هريرة الدوسي في كتابه الذي عنونه به ، وجعلها نموذجاً لأحاديثه . قائلاً : « الأذواق الفنية لا تسيغ كثيراً من أساليب أبي هريرة في حديثه ، والمقاييس العلمية عقلية ونقلية لا تقّرها . وحسبك عنواناً لهذه الحقيقة أربعون حديثاً صحت عنه الخ » . ثم ساق الأحاديث بتعاليقها . وعد فصلاً لانكار السلف