حول وثاقة مشايخ الإجازة ولأجل قلة التوثيقات اضطروا إلى القول : بأن مشايخ الإجازة أجمع لا يحتاجون إلى توثيق ، حيث لم ينص على توثيق كثير منهم ، فجعلوا الشيخوخة كافية في اعتبار الحديث . وصرح الوحيد البهبهاني : بأن المتعارف عد شيخوخة الإجازة من أسباب الحسن ، ونقل عن ظاهر المجلسي الأول والميرزا محمد الأسترآبادي دلالتها على الوثاقة ، وأن المحقق البحراني قال : مشايخ الإجازة في أعلى درجات الوثاقة والجلالة [1] . ويرجع ذلك إلى وجه اعتباري ، وهو أن الشيخ لا يركن إليه في الإجازة إلا إذا كان ثقة ، أو حسن الظاهر ممدوحاً ، فيحصل من وصفه بالشيخوخة وثوق باعتباره ، ولذا قال المحقق الهمداني : « ولا شبهة في أن قول بعض المزكّين : بأن فلاناً ثقة . أو غير ذلك من الألفاظ التي اكتفوا بها في تعديل الرواة لا يؤثر في الوثوق أزيد مما يحصل من إخبارهم بكونه من مشايخ الإجازة الخ » [2] . لكن خالف في ذلك جماعة فلم يعتبروها ، إلا إذا وثق الثقة مشايخه إجمالاً فيقبل . كما فعله النجاشي ، وهو بمنزلة التوثيق التفصيلي ، أو وصف الشيخ بما أوجب مدحه فيكون حسناً . وبهذا أورد الفيض الكاشاني على تنويع الحديث قائلاً : « فان كثيراً من الرواة المعتنين بشأنهم الذين هم مشايخ لمشايخنا المشاهير الذين يكثرون الرواية عنهم ليسوا بمذكورين في كتب الجرح والتعديل بمدح ولا قدح ،