في صحة أخبارها ، فالبخاري اجتهد في صحة الأحاديث التي أثبتها في صحيحه ، وهكذا كل مؤلف اجتهد في صحة أحاديث كتابه ، وقلّدهم خلفهم في ذلك ، كتقليدهم في فروع الفقه مذاهب أربعة على وجه الحصر فأين عملية التهذيب الشاملة « التي أجراها المحدثون عند أهل السنة ، والتي تمخض عنها ظهور الصحاح الستة المعروفة » ؟ . نعم هناك جماعة أجروا عملية تهذيب لأحاديث أهل السنة بعد ظهور الصحاح الستة ، لا قبلها لتكون وليدة تلك العملية . منهم السيوطي في كتابه ( اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ) . ومنهم الحسن بن محمد الصغاني في كتابه ( الدرر الملتقطة ) . ومنهم أبو الفرج بن الجوزي في كتابه الذي ألفّه لهذا الغرض . ومنهم محمد طاهر بن علي الهندي الفتني في كتابه ( تذكرة الموضوعات ) . وقد جمعه من كتب ألّفت في هذا الموضوع ، أشار إليها بقوله : « ومما بعثني إليه أنه اشتهر في البلدان ( موضوعات الصغاني ) وغيره ، وظني أن إمامهم كتاب ابن الجوزي ونحوه . . . وأنا أورد بعض ما وقع في ( مختصر ) الشيخ محمد بن يعقوب الفيروزآبادي . . . وفي ( المقاصد الحسنة ) للشيخ العلامة أبي الخير شمس الدين السخاوي ، وفي كتاب ( اللآلئ ) للشيخ جلال الدين السيوطي ، وفي كتاب ( الذيل ) له ، وفي كتاب ( الوجيز ) له ، و ( موضوعات الصغاني ) ، و ( موضوعات المصابيح ) التي جمعها الشيخ سراح الدين عمر بن علي القزويني ، و ( مؤلّف ) الشيخ علي بن إبراهيم العطار ، وغير ذلك الخ » [1] . وسبق الإشارة أيضاً إلى ذلك [2] . وثانياً : في كتب الحديث عند الشيعة الإمامية ، حيث ذكر الدكتور