قال : لما حضرت أمير المؤمنين الوفاة ، قال للحسن والحسين : إذا انا مت فاحملاني على سرير ، ثم أخرجاني واحملا مؤخر السرير ، فإنكما تكفيان مقدمه ، ثم آتيا بي الغريين [1] فإنكما ستريان صخرة بيضاء فاحتفروا فيها فإنكما ستجدان فيها ساجة فادفناني فيها ، قال : فلما مات أخرجناه وجعلنا نحمل مؤخر السرير ونكفى مقدمه ، وجعلنا نسمع دويا وحفيفا حتى أتينا الغريين ، فإذا صخرة بيضاء تلمع نورا ، فاحتفرنا ، فإذا ساجة مكتوب عليها : ( ما [2] ادخره نوح لعلي بن أبي طالب [3] ) . فدفناه فيها وانصرفنا ونحن مسرورون بإكرام الله تعالى لأمير المؤمنين ، فلحقنا قوم من الشيعة لم يشهدوا الصلاة عليه ، فأخبرنا لهم بما جرى وبإكرام الله تعالى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقالوا : نحب ان نعاين من امره ما عاينتم ، فقلنا لهم : إن الموضع قد عفى أثره بوصية منه ( عليه السلام ) ، فمضوا وعادوا إلينا فقالوا : انهم احتفروا فلم يروا شيئا [4] . 13 - وبالاسناد عن جعفر بن محمد بن قولويه [5] ، قال : حدثني محمد [6]
[1] الغريان : بناءان كالصومعتين . معجم البلدان 4 : 198 . [2] في ( ط ) هذا . [3] في ( ط ) ( عليه السلام ) . [4] ورد الحديث في : مقاتل الطالبين : 49 ، الارشاد 1 : 23 ، إعلام الورى 1 : 393 ، روضة الواعظين : 136 ، كفاية الطالب : 471 ، مدينة المعاجز 3 : 48 ، ذيل الحديث : 78 ، بحار الأنوار 42 : 217 / 19 ، الأنوار البهية : 34 . [5] هو جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه أبو القاسم وكان أبوه يلقب مسلمه من خيار أصحاب سعد ، قال عنه النجاشي : وكان أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلائهم في الحديث والفقه ، روى عن أبيه وأخيه عن سعد ، وعليه قرأ شيخنا أبو عبد الله الفقه ومنه حمل . له مصنفات كثيرة ذكرها النجاشي . انظر النجاشي : 123 . [6] في ( ط ) محمد بن محمد .