على ألسنتهم [1] . اما موقع النجف ، فإنها تقع على حافة الهضبة الغربية في العراق ، وتبعد عن فرات الكوفة ما يقرب من عشرة كيلومترات من غربي الكوفة ، في مرتفع يطل من الشمال والشرق على منبسط فسيح ، ويطل من الغرب على واد رحب ربما كان فيما غبر من أزمان التاريخ بحيرة جفت ونضبت [2] . ولارتفاع النجف وإطلالها على الرحاب والسهول ، كانت أيام الساسانيين والمناذرة والعباسيين ، منتزها يقصدونه في الربيع ، ويشير إلى ذلك المسعودي وهو يتحدث عن الحيرة قال : وكانت قصور العباسيين مشرفة على النجف يتنزه بها أيام الربيع [3] . والنجف في أقليم حسن التربة ، معتدل الحرارة والبرودة ، لم يلحق الحجاز في حره ، ولا الجهات الشمالية في بردها وهو العراق ، وقد ذكره الحموي فقال : ( هو أعدل أرض العراق هوأ وأصحها مزاجا وماء ، فلذلك كان أهل العراق هم أهل العقول الصحيحة ، والآراء الراجحة والشهوات المحمودة ، والشمائل الظريفة ، والبراعة في كل فن وصناعة مع اعتدال الأعضاء ، واستواء الاخلاط ، وسمرة الألوان ، وهم الذين أنضجتهم الأرحام ) [4] .
[1] علل الشرائع : 31 / 1 باب 26 . [2] عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : أن النجف كان جبلا ، وهو الذي قال ابن نوح . ( ساوي إلى جبل يعصمني من الماء ) ولم يكن على وجه الأرض أرض أعظم منه . . وصار بعد ذلك بحرا عظيما وكان يسمى ذلك البحر ( بحرني ) ثم جف بعد ذلك ، فقيل ( ني جف ) فسمي ( نيجف ) ثم صار الناس بعد ذلك يسمونه ( نجف ) لأنه كان أخف على ألسنتهم انظر : موسوعة العتبات المقدسة ( قسم النجف ) 6 : 77 . [3] مروج الذهب 2 : 81 . [4] معجم البلدان 4 : 95