responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فدك في التاريخ نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 158


فإذا استطاع شخص أن يقرأ أفكار عالم من علماء الأخلاق ، ويهذب نفسه على هدى تلك الأفكار ، لم يصح تسمية ذلك العالم مهذبا ، لأن إيجاد أي شئ سواء أكان تهذيبا أو توريثا أو تعليما أو نحو ذلك لا يستقيم إسناده إلى شخص إلا إذا كان للشخص عمل إيجابي ، وتأثير ملحوظ في تحقق ذلك الشئ الموجود . والأنبياء وإن حازوا شيئا من العقارات والدور ، ولكن ذلك لم يكن بسعي منهم وراء المال كما هو شأن الناس جميعا . ونقرر علاوة على هذا أن المقصود من الكلام ليس هو بيان أن الأنبياء لا يورثون ولا يتركون مالا ، بل ما يدل عليه ذلك من مقامهم وامتيازهم . وما دامت الجملة كذلك ولم يكن الهدف الحقيقي منها بيان معناها الحرفي ، فلا يمنع حيازة الأنبياء لبعض تلك الأموال عن صواب التفسير الذي قدمناه ، كما أن من كنى قديما عن الكريم بأنه كثير الرماد [1] لم يكن كاذبا سواء أكان في بيت الكريم رماد ، أو لا ، لأنه لم يرد نعته بهذا الوصف حقا وإنما أشار به إلى كرمه ، لان أظهر لوازم الكرم يومذاك كثرة المطابخ الموجبة لكثرة الرماد . وعدم التوريث من أوضح آثار الزهد والورع ، فيجوز أن يكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أشار إلى ورع الأنبياء بقوله : إن الأنبياء لا يورثون .
10 - ولأجل أن نتبين معنى القسم الثاني من صيغ الحديث يلزمنا أن نميز بين معان ثلاثة - :



[1] الكناية عن الكريم بكثير الرماد ، مما شاع على ألسنة البلغاء والشعراء . راجع : جواهر البلاغة / أحمد الهاشمي : 363 . لاحظ بيت الخنساء المشهور في أخيها صخر : رفيع العماد طويل النجاد كثير الرماد . . .

نام کتاب : فدك في التاريخ نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست