نام کتاب : فتح الأبواب نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 305
بضيعه في تحصيل مدح العباد له وثنائهم عليه ، ووزن حركاته وسكناته بحسب رضاهم ، فيما يقربه إليهم ، أو يقربهم إليه ، مع ما كلف العبد من دوام مراقبة مالك الأولين والآخرين ، المطلع على أسرار العالمين ، ومع ما كلف في سائر الحركات والسكنات من العمل بمراسم وآداب سيد المرسلين ؟ ومما رويناه بإسنادنا أن محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الايمان الكبير من كتاب الكليني ، بإسناده عن حفص بن غياث ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : " إن قدرت ألا تعرف فافعل ، وما عليك ألا يثنى عليك الناس ، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس ، إذا كنت محمودا عند الله عز وجل " [1] . أقول : ومثال ذلك أن الانسان لو كان في حبس سلطان ، وقد رتب السلطان عليه في الحبس شخصين ، وهما معه موكلان ، ينقلان حركاته وسكناته إليه ، وما قنع بالشخصين الموكلين به حتى جعل جوارحه شهودا أيضا عليه ، وما قنع السلطان أيضا بذلك حتى جعل بينه وبين قلب هذا المحبوس منظرة يطلع منها على ضمائر العبد وأسراره ، وقيل للمحبوس إنه إن أخفى شيئا أو أبداه في ليله أو نهاره فإن السلطان يحاسبه به ولا يلتفت إلى أعذاره ، فهل يقبل العقل أن هذا المحبوس إذا علم هذا كله من صعوبة حاله يترك الاشتغال بنفسه وصواب أعماله ، ويهتم تحصيل مدح أهل الحبس له وإقبالهم عليه ، أو يفكر في ذمهم وقلة ميلهم إليه ؟ ! فهكذا حال العبد المكلف ، بل أصعب في الحياة الدنيوية ، فإنه المسكين في الحبس ، لان الدنيا سجن أهل الايمان ، ومعه الملكان والحافظان الموكلان ، ومع ذلك له فلم يقنع له بهذه الحال حتى جعل الله جل جلاله
[1] الكافي 2 : 330 / 5 و 8 : 128 / 98 ، ورواه الصدوق في الأمالي : 531 ، وورام في تنبيه الخواطر 2 : 136 .
نام کتاب : فتح الأبواب نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 305