نام کتاب : فتح الأبواب نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 304
ثم رأيت وعرفت خلقا كثيرا ، وجما غفيرا ، زعموا أن أعقل العباد ، وأفضل أهل الاصدار والايراد ، وهو محمد رسول سلطان المعاد صلوات الله عليه كان أعظم الناس على أمته شفقة ، وعرفهم [1] أنهم يفترقون بعده ثلاثا وسبعين فرقة متمزقة [2] ، ويهلك منهم اثنان وسبعون فرقة ، ولا ينجو منهم إلا فرقة واحدة محقة ، ومع هذا فذكروا أن عقولهم قد قبلت أنه ما عين لهم عليا وصيا يرجعون إليه بعد وفاته ، وعند اختلافهم وافتراقهم الذي قد علم به في حياته ، ولا قال لهم اختاروا أنتم من تريدون ، وأنه تركهم يختلفون ، ويقتل بعضهم بعضا على شبهات الاختلاف والتأويلات ، وكلهم يقولون : إنه لو عين لهم عليا وصيا بعده ، أو قال لهم : اختاروا ، ما كانوا خالفوا قوله ، ولا افترقوا ، ولا حصلوا في الهلكات ، فلا مثل قولهم وهو الحق أنه أعظم الأنبياء عليهم شفقة صلوات الله عليه وعليهم أجمعين ، ولامثل قولهم أنه لو أوصى إلى وصي ، أو قال اختاروا أنتم ، ما كانوا مختلفين ولامثل قولهم الذي ما تقبله العقول أنه أهملهم ولم يعين لهم على من يقوم مقامه ، وتركهم هالكين ، فهل بقي للعاقل عيارا واعتبارا بعقول هذا القبيل ، وهم أكثر الخلائق ، أو أن يقال له فلان أو فلان مخالف لك في المعقول أو موافق ، وإنما بقي الاعتبار والعيار في المعقولات على ما وهب الله جل جلاله للعبد المكلف من العقل ، فهو الحجة عليه وله فيما طريقه العقل ، ولو خالفه في ذلك من عدا المعصومين من أهل المقالات . وأما التكاليف النقلية ، فوجدت العقل قد دل على أن المرجع فيها إلى الرسول صلى الله عليه وآله ، والى من يجري مجراه في عصمته وكماله ، وإن خالف في ذلك من عداهما ، من كل عبد موجود أو مفقود ، فهل ترى للكثرة أثرا من المادحين أو اللائمين إذا كانوا غير محقين ؟ وهل للعبد تفرغ وقت