ومضى هشام . وكتب الوليد بن يزيد إلى يوسف بن عمر : " أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فاعمد إلى عجل أهل العراق فحرقه ثم انسفه في اليم نسفا " فأنزله وحرقه ثم ذره في الهواء ، وقال الناصر الكبير الطبرستاني : لما قتل زيد بعثوا برأسه إلى المدينة ونصب عند قبر النبي صلى الله عليه وآله يوما وليلة . وكان قتله على ما قال الواقدي - سنة إحدى وعشرين ومائة ، وقال محمد بن إسحاق بن موسى : قتل على رأس مائة سنة وعشرين سنة وشهر وخمسة عشر يوما . وقال الزبير بن بكار : قتل سنة اثنتين وعشرين ومائة وهو ابن اثنتين وأربعين سنة . وقال ابن خرداذبه : قتل وهو ابن ثمان وأربعين سنة . وروى بعضهم أن قتله كان في النصف من صفر سنة إحدى وعشرين ومائة . ووجدت عن بعضهم أنه قال : لما قتل زيد بن علي وصلب رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله تلك الليلة مستندا إلى خشبة وهو يقول : " إنا لله وإنا إليه راجعون أيفعلون هذا بولدي ؟ " . وروى غير واحد أنهم صلبوه مجردا فنسجت العنكبوت على عورته من يومه ورثى زيد بمراث [1] كثيرة . وروى الشيخ أبو نصر البخاري عن محمد بن عمير أنه قال : قال عبد الرحمان ابن سيابة : أعطاني جعفر بن محمد الصادق " ع " ألف دينار وأمرني أن أفرقها في عيال من أصيب مع زيد فأصاب كل رجل أربعة دنانير . فولد أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين " ع " أربعة بنين ولم يكن له أنثى
[1] رثاه جماعة من الشعراء ، وأول من لبس السواد عليه شيخ بني هاشم والمتقدم فيهم ، الفضل بن عبد الرحمان بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب المتوفى سنة 129 ورثاه بقصيدة طويلة مثبتة في ( مقاتل الطالبيين ) وكتاب ( زيد الشهيد ) أولها : ألا يا عين لا ترقى وجودي * بدمعك ليس ذا حين الجمود غداة ابن النبي أبو حسين * صليب بالكناسة فوق عود