نام کتاب : عدم سهو النبي ( ص ) نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 19
أن يسهو في الصلاة لجاز أن يسهو في التبليغ ، لأن الصلاة عليه فريضة ، كما أن التبليغ عليه فريضة " . فرد هذا القول ، بأن قال : " لا يلزمنا ذلك من قبل أن جميع الأحوال المشتركة يقع على النبي ما يقع على غيره منها ، وهو متعبد بالصلاة كغيره من أمته ، وليس من سواه بنبي ، والحالة التي اختص بها هي النبوة ، والتبليغ من شرائطها ، فلا يجوز أن يقع عليه [ في التبليغ ] سهو ، والصلاة عبادة مشتركة ، وبهذا تثبت له العبودية على زعمه ، وبإثبات النوم عن خدمة ربه عز اسمه من غير إرادة له وقصد إليه ، نفي الربوبية عنه بأن الذي لا تأخذه سنة ولا نوم هو الله الحي القيوم . وقال : سهو النبي ليس كسهونا ، لأن سهوه من الله ، وإنما أسهاه ليعلم أنه مخلوق بشر ، لا يتخذ ربا معبودا من دونه ، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو متى سهوا . قال : وسهونا هو من الشيطان ، وليس للشيطان على النبي والأئمة سلطان في ( إنما سلطانه على الذين يتولونه ، والذين هم به مشركون ) [1] وعلى من تبعه من الغاوين . قال : والدافعون لسهو النبي ، دعواهم أنه لم يك من الصحابة من يقال له : " ذو اليدين " . دعوى باطلة ، لأن الرجل معروف ، وهو أبو محمد ، عمير بن عبد عمرو ، المعروف بذي اليدين [2] ، فقد نقل عنه المخالف والمؤالف .
[1] النحل : 100 . [2] ترجم له ابن سعد في طبقاته 3 : 167 و 534 ، وابن هشام في السيرة النبوية 2 : 337 و 364 ، وابن حجر في الإصابة 1 : 422 و 3 : 33 ، وقد طعن وناقش في هذا الحديث وراويه جمع من جمهور أهل السنة أيضا ، منهم : السهيلي في الروض الأنف في شرح السيرة النبوية 5 : 298 .
نام کتاب : عدم سهو النبي ( ص ) نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 19