نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 84
ثم قال الصادق عليه السلام : ان الله أبى الا ان يجعل ارزاق المتقين من حيث لا يحتسبون [1] ، ولا يقبل لأوليائه شهادة في دولة الظالمين . وفيما أوحى الله إلى داود ( ع ) : من انقطع إلى كفيته . وعن أبي عبد الله ( ع ) في حديث مرفوع إلى النبي ( ص ) قال : جاء جبرئيل إلى النبي ( ص ) فقال : يا رسول الله ان الله أرسلني بهدية لم يعطها أحدا قبلك فقال رسول الله ( ص ) : فقلت وما هي ؟ قال : الصبر وأحسن منه قلت : وما هو ؟ قال : القناعة وأحسن منها قلت : وما هو ؟ قال : الرضا وأحسن منه قلت : وما هو ؟ قال : الزهد وأحسن منه قلت : وما هو ؟ قال : الاخلاص وأحسن منه قلت : وما هو ؟ قال : اليقين وأحسن منه قلت : وما هو ؟ قال : ان مدرجة ذلك كله التوكل على الله قلت : يا جبرئيل وما تفسير التوكل على الله ؟ قال : العلم بان المخلوق لا يضر ولا ينفع ، ولا يعطى ولا يمنع ، واستعمال الياس من المخلوق فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لاحد سوى الله ، ولم يزغ قلبه ولم يخف سوى الله ، ولم يطمع إلى أحد سوى الله فهذا هو التوكل . قال : قلت : يا جبرئيل فما تفسير الصبر ؟ قال : يصبر في الضراء [2] كما يصبر في السراء ، وفى الفاقة كما يصبر في الغنى ، وفى الغنى كما يصبر في العافية ولا يشكو خالقه عند المخلوق بما يصيبه من البلاء قلت : فما تفسير القناعة ؟ قال : يقنع بما يصيب من
[1] عن أبي ولاد الحناط عن أبي عبد الله ( ع ) في حديث ، فان الرز ق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت الحديث قال في ( المرآة ) : قوله : فان الرزق لا يسوقه حرص حريص ا ه أي لا يحتاج في وصوله إلى حرص بل يأتيه بأدنى سعى أمر الله به ولا يرد هذا الرزق كراهة كاره لرزق نفسه لقلته أو للزهد ، أو كاره لرزق غيره حسدا انتهى ملخصا . وفى شمول الرزق رزق الحلال والحرام أو الحرام فقط اختلاف بين العلما ومن أراد تفصيله يرجع باب فضل اليقين منه . [2] الضراء : النقص في الأموال والأنفس نقيض السراء ( أقرب ) .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 84