نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 285
امرك ولا يراك حيث نهاك . وهذا هو بعينه قوله عليه السلام في أول الباب : ولكن ذكر الله عندما أحل وحرم ، فإن كان طاعة عمل بها ، وإن كان معصية تركها . وهذا هو حد التقوى وهي العدة الكافية في قطع الطريق إلى الجنة ، بل هي الجنة الواقية من متالف الدنيا والآخرة ، وهي الممدوحة بكل لسان . والمشرفة لكل انسان ، ولقد شحن بمدحها القرآن ، وكفاها شرفا قوله تعالى ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وأيا كم ان اتقوا الله ) ولو كان في العالم خصلة أصلح للعبد واجمع للخير وأعظم في القدر ، وأولى بالايجال ، وانجح للآمال من هذه الخصلة التي هي التقوى لكان الله سبحانه أوحى بها . عباده لمكان حكمته ورحمته ، فلما أوصى بهذه الخصلة الواحدة جمع الأولين وآخرين واقتصر عليها علم أنها الغاية التي لا يتجاوز عنها ولا مقتصر دونها [1] . والقرآن مشحون بمدحها وعد في مدحها خصالا : الأول المدحة والثناء ( وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الأمور ) الثاني الحفظ والتحصين من الأعداء ( وا تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ) . الثالث التأييد والنصر ( ان الله مع المتقين ) . الرابع اصلاح العمل ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ) . الخامس غفران الذنوب ( ويغفر لكم ذنوبكم ) السادس محبة الله ( ان الله يحب المتقين ) السابع القبول ( إنما يتقبل الله من المتقين ) الثامن الاكرام ( ان أكرمكم عند الله اتقيكم ) التاسع البشارة عند الموت ( الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة ) . العاشر النجاة من النار ( ثم ننجي الذين اتقوا ) .
[1] المتالف : المفازة هي المهلكة يقال : وقعوا في متلفة ومتالف ( أقرب ) النساء : 131 .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 285